هيومان رايتس ووتش: نظام المساعدات الإسرائيلي في غزة «مصيدة للموت»

أفادت منظمة هيومان رايتس ووتش في تقرير نُشر، اليوم الجمعة، أن القوات الإسرائيلية أقامت نظاما «عسكريا معيبا» لتوزيع المساعدات في غزة، مما حوّل العملية إلى «حمام دم» و«مصيدة للموت».

وجاء في التقرير إن «عمليات قتل القوات الإسرائيلية للفلسطينيين الباحثين عن طعام هي جرائم حرب».

سلاح التجويع

وأضافت المنظمة «الوضع الإنساني الكارثي (في غزة) هو نتيجة مباشرة لاستخدام إسرائيل التجويع سلاح حرب - وهو جريمة حرب - فضلا عن عرقلتها المتعمدة والمستمرة لدخول المساعدات الإنسانية وتأمين الخدمات الأساسية».

في تعليق تلقته وكالة فرانس برس، رفض الجيش الإسرائيلي هذه الاتهامات مؤكدا أن حماس منظمة إرهابية وحشية تجوّع المدنيين وتعرّضهم للخطر لإبقاء سيطرتها على قطاع غزة».

وأضاف أن حماس «تبذل قصارى جهدها لمنع نجاح توزيع الغذاء في غزة». وذلك دون أن يقدم دليلا على مزاعمه.

بعد 22 شهرا من حرب مدمرة، بات قطاع غزة مهددا «بالمجاعة على نطاق واسع» وفقا للأمم المتحدة، ويعتمد كليا على المساعدات الإنسانية التي تُنقل في شاحنات أو يتم إلقاؤها من الجو.

بعد أن فرضت حصارا شاملا على القطاع مطلع مارس/آذار متسببة بنقص حادّ في الغذاء والدواء والحاجات الأساسية، سمحت إسرائيل في نهاية مايو/أيار بدخول بعض المساعدات لتقوم بتوزيعها مؤسسة غزة الإنسانية التي تدعمها إسرائيل والولايات المتحدة، بينما ترفض وكالات الأمم المتحدة التعامل معها.

وتابعت هيومان رايتس ووتش «وقعت حوادث أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا بشكل شبه يومي في مراكز توزيع المساعدات الأربعة التي تديرها» مؤسسة غزة الإنسانية. 

أسلاك شائكة

قالت الأمم المتحدة الجمعة إن ما لا يقل عن 1373 فلسطينيا قتلوا منذ 27 مايو/ أيار أثناء البحث عن طعام».

وأشارت هيومان رايتس ووتش إلى أن «ما لا يقل عن 859 فلسطينيا قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء بالقرب من هذه المراكز التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية بين 27 مايو/أيار و31 يوليو/تموز، معظمهم قتلهم الجيش الإسرائيلي وفقا للأمم المتحدة».

في حصيلة محدثة، أعلن مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الجمعة أن 1373 فلسطينيا استشهدوا معظمهم بنيران الجيش الإسرائيلي، أثناء انتظارهم المساعدات في قطاع غزة منذ ذلك التاريخ.

وتقول بلقيس ويلي نائبة مدير قسم الأزمات والصراعات في هيومان رايتس ووتش في التقرير «لا تقوم القوات الإسرائيلية بتجويع المدنيين الفلسطينيين في غزة عمدا فحسب، بل إنها تطلق النار يوميا على أولئك الذين يحاولون بشكل يائس تأمين الطعام لعائلاتهم».

وتضيف ويلي أن «القوات الإسرائيلية بدعم من الولايات المتحدة والمتعاقدين من القطاع الخاص، أنشأت نظاما عسكريا معيبا لتوزيع المساعدات الإنسانية حوَّل عمليات توزيع المساعدات إلى حمام دم».

وقالت هيومان رايتس ووتش «بدلا من تأمين الغذاء للسكان في مئات المواقع التي يمكن الوصول إليها في مختلف أنحاء غزة، فإن آلية التوزيع الجديدة التي أنشأتها مؤسسة غزة الإنسانية تفرض على الفلسطينيين عبور مناطق خطيرة ومدمرة».

ونقلت المنظمة عن شهود عيان قولهم إن «القوات الإسرائيلية تشرف على تنقل  الفلسطينيين إلى المواقع من خلال استخدام الذخيرة الحية».

وتابع التقرير «داخل هذه المراكز يتم توزيع المساعدات بشكل عشوائي وغير منظم مما يترك في أكثر الأحيان الأكثر ضعفا وهشاشة دون طعام».

وأكد التقرير على ضرورة «التخلي عن مصائد الموت» هذه التي تدعمها الولايات المتحدة.

 

المصدر:أ ف ب