جهود متسارعة لإنقاذ غزة من شبح المجاعة

رغم المزاعم التي أطلقها المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف والتي نفى فيها وجود مجاعة في قطاع غزة، تتواصل الجهود الدولية لإنقاذ السكان المنهكين من أوضاع مأساوية بسبب سوء التغذية وانهيار النظام الصحي. 

وبينما تصر إسرائيل على إنكار تفشي الجوع، تتكثف المبادرات لإيصال المواد الغذائية والمستلزمات الطبية، وسط ظروف تزداد قتامة مع كل يوم يمر.

مصيدة الموت

يأتي ذلك في وقت أكدت فيه منظمة هيومان رايتس ووتش، أمس الجمعة، أن قوات الاحتلال أقامت نظاما عسكريا معيبا لتوزيع المساعدات في غزة، وهو ما حوّل العملية إلى حمام دم ومصيدة للموت.

وبالتوازي مع ذلك، وصلت شحنة من المساعدات الطبية إلى مستشفيات جنوبي قطاع غزة ضمن عملية الفارس الشهم 3.

وقال محمد ربيع نائب رئيس لجنة إسناد عملية الفارس الشهم 3 في تصريح خاص للغد إنه بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية تم إدخال أكبر قافلة طبية إلى مستشفيات جنوب القطاع.

ويأتي هذا الدعم وفق نائب رئيس لجنة إسناد عملية الفارس الشهم 3 في ظل الانهيار الذي تعيشه مستشفيات قطاع غزة في ظل الحرب المستمرة.

وأشار إلى المستشفيات في قطاع غزة التي تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والمعدات.

وشدد على أن قافلة المساعدات الطبية تعد واحدة من القوافل الكبيرة التي أدخلتها الإمارات لدعم قطاع الصحة في غزة

وبحسب وكالة الأنباء الأردنية (بترا) نفّذت القوات المسلحة الأردنية، السبت، 5 إنزالات جوية لإيصال مساعدات إنسانية وغذائية إلى قطاع غزة حملت على متنها 36 طناً من تلك المساعدات.

وأشارت الوكالة الأردنية أن هذه العملية جرت بمشاركة عديد من الدول، ضمن جهود تهدف إلى حشد الدعم الدولي لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في غزة، للتخفيف من الأوضاع الإنسانية الحرجة التي يشهدها القطاع.

وفيما يواصل المسؤولون الإسرائيليون نفي مزاعم انتشار الجوع في غزة، إلا أن كبار المسؤولين الأميركيين اعترفوا بذلك في إشارة إلى تحول في الخطاب، وبدأوا يُقرون بوجود الأزمة.

وصرح نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، للصحفيين يوم الإثنين «لديكم أطفال صغار يتضورون جوعًا حتى الموت».

تبرير الإبادة  

في المقابل، قال المبعوث الخاص ستيف ويتكوف خلال زيارته لمقر مظاهرات عائلات المحتجزين في تل أبيب، إن العمل جار لإدخال المساعدات إلى غزة، زاعما عدم وجود مجاعة في القطاع. 

وقال إن «الأولوية الأولى هي إعادة جميع المحتجزين، ومن هم على قيد الحياة يجب أن يُحافظ على حياتهم.. وسيكون هناك من يتحمّل المسؤولية إذا لم يخرجوا أحياء».

ووفقا لبيان صادر عن «منتدى الرهائن والعائلات المفقودة»، قال ويتكوف «سنعيد أطفالكم إلى ديارهم ونُحمّل حماس مسؤولية أي أعمال سيئة تقوم بها». وأضاف «سنفعل ما هو صواب لأهل غزة».

موقف حماس 

وأعلنت حركة حماس أن زيارة ويتكوف إلى مراكز توزيع المساعدات التي يشرف عليها ما تسمى «مؤسسة غزة الإنسانية»، لا تعدو كونها مسرحية معدة مسبقًا، لتضليل الرأي العام وتلميع صورة الاحتلال.

وأضافت الحركة في بيان أن زيارة ويتكوف «تمنح غطاء سياسيا لإدارة التجويع واستمرار عمليات القتل الممنهج للأطفال والمدنيين العزّل بقطاع غزة من قبل الاحتلال».

وأكدت الحركة أن تصريحات ويتكوف، تأتي بالتوازي مع بث صور دعائية موجَّهة حاولت إظهار سلمية توزيع المساعدات، «تكذّبها حقائق الميدان والأرض التي وقف عليها».

وأضافت أن الإدارة الأميركية شريك كامل في جريمة التجويع والإبادة الجماعية التي تقع على مرأى ومسمع العالم أجمع.

حصار وتجويع 

وفي ظل سياسة الحصار الإسرائيلية، استشهد الفلسطيني عاطف أبو خاطر بسبب سوء التغذية وأزمة الجوع. وشيع فلسطينيون جثمان أبو خاطر من مستشفى الشفاء بمدينة غزة. 

وأفاد مراسلنا أن مستشفيات غزة وثقت استشهاد 7 أشخاص بينهم طفل نتيجة الجوع وسوء التغذية خلال 24 ساعة. وبذلك، ارتفع إجمالي عدد ضحايا المجاعة إلى 169 شهيدًا، من بينهم 93 طفلًا.

وقال مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة محمد أبو عفش إن الأوضاع في المستشفيات تزداد سوءا نظرا لنفاد المستلزمات الطبية والوقود.

في حين أشار أبو عفش في مقابلة مع الغد إلى أن الطواقم الطبية في غزة تعمل في حالة إعياء نتيجة نقص الغذاء وتفشي المجاعة.

وقال المدير الإقليمي لمنظمة اليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط تيد شيبان، أمس إن أكثر من 18 ألف طفل قتلوا في غزة منذ بداية الحرب، مؤكدا أن غزة تواجه الآن خطرًا داهمًا من المجاعة وأن مؤشر سوء التغذية تجاوز عتبة المجاعة.