لا يزال آلاف الأشخاص يواجهون خطر الحرائق المستعرة في إسبانيا، اليوم الإثنين، وقد اضطروا إلى إخلاء منازلهم أو وضع كمامات لتحمل الدخان ورائحة الحريق فيما التهمت النيران أكثر من 343 ألف هكتار منذ مطلع العام، وهو مساحة قياسية.
وقالت أندريا فرنانديث (29 عاما) من سكان ريباديلاغو في قشتالة وليون في شمال غرب البلاد، في اتصال هاتفي مع فرانس برس: «يسيطر نوع من ضباب، لا نرى الجبال التي تبعد كيلومترا واحدا وبعض الأشخاص يضعون كمامات».
وتشهد هذه المنطقة إلى جانب غاليثيا في شمال غرب البلاد وإكستريمادورا في غربها، حرائق عنيفة مستمرة منذ حوالى 15 يوما، أودت بحياة 4 أشخاص في إسبانيا حيث تُجرى حاليا استعدادات لإجلاء آلاف السكان مع اقتراب النيران.
وتتابع أندريا من نافذتها الطائرات والمروحيات التي تتعاقب فوق بحيرة سانابريا، لتعبئة خزاناتها بالمياه كي تلقيها على المناطق المشتعلة، بينما يقوم مربو المواشي بنقل قطعانهم من المراعي إلى أماكن أكثر أمانا.
`
حرائق الغابات في إسبانيا - أ ب
جو خانق
وفي بينافينتي، التي تبعد حوالى مئة كيلومتر، تعذر على خوسيه كارلوس فرنانديث رؤية الشمس حتى الساعة الحادية عشرة صباحا، بسبب كثافة الدخان.
وقال الرجل البالغ السابعة والأربعين من عمره لفرانس برس عبر الهاتف إن «الجو خانق وكثافة الدخان كثيرة جدا كما أن رائحة الحريق تخترق المنازل».
احتراق 343 ألف هكتار في إسبانيا
وأتت الحرائق على أكثر من 343 ألف هكتار في إسبانيا منذ مطلع العام، وهي مساحة قياسية توى قياسيا وفق بيانات نشرها الاثنين النظام الأوروبي لمعلومات حرائق الغابات.
وكان عام 2022 الأسوأ حتى الآن على صعيد المساحات التي دمرتها الحرائق في إسبانيا مع التهامها 306 آلاف هكتار.
وعلى المستوى الأوروبي، سُجلت في البرتغال أكبر الخسائر منذ بدء التسجيل عام 2006، مع احتراق 563 ألف هكتار في 2017، ومقتل 119 شخصا جراء ذلك.
ومنذ مطلع العام، أتت الحرائق على أكثر من 560 ألف هكتار في البلدين وقضى في هذه الحرائق 6 أشخاص حتى الآن.
وفي تطور يبعث على بعض الأمل، بدأت موجة الحرّ التي ساهمت في تأجيج هذه الحرائق، بالانحسار بعد أكثر من أسبوعين من حرارة مرتفعة وصلت في بعض المناطق الجنوبية من إسبانيا إلى 45 درجة مئوية، بحسب هيئة الأرصاد الجوية الإسبانية.
وضع صعب جدا
وقالت المديرة العامة للحماية المدنية والطوارئ في إسبانيا فيرخينيا باركونيس، صباح الإثنين في مقابلة مع التلفزيون الإسباني الرسمي: «لدينا حاليا 23 حريقا نشطا من المستوى الثاني من أصل 4 مستويات، ما يعني أنها تُشكّل تهديدا خطرا ومباشرا للسكان».
وأعلنت فرق الإنقاذ عن إغلاق جزء من طريق الحج إلى سانتياغو دي كومبوستيلا بين أستورغا وبونفيرادا، وطُلب من الحجاج التوقف عن السير.
ووصفت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبليس الوضع بأنه «صعب جدا ومعقد للغاية» في حديثها مع التلفزيون الإسباني الرسمي.
وأشارت إلى «شدّة» و«حجم» الحرائق، بالإضافة إلى الدخان الكثيف المتصاعد منها والذي يمكن رؤيته من الفضاء، ما يُعقد «عمليات التدخل الجوية».
وفي الساعات الأخيرة، توفي عنصر إطفاء في إسبانيا عندما انقلبت شاحنته وسقطت في وادٍ وآخر في البرتغال توفي في حادث سير، ما يرفع حصيلة القتلى إلى اثنين في البرتغال وأربعة في إسبانيا.
وتواصل البرتغال جهودها لمكافحة حريق كبير بالقرب من أرخانيل في وسط البلاد، حيث نُشر نصف عدد عناصر الإطفاء الذين حشدوا لمكافحة الحرائق على الأرض والبالغ عددهم نحو ألفي عنصر.