أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، دعم بلاده الكامل لجهود الدولة اللبنانية في استعادة الاستقرار، والانطلاق في مسيرة التعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار.
جاء ذلك خلال استقبال السيسي، رئيس مجلس الوزراء اللبناني، نواف سلام، اليوم الأربعاء، بحضور رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير محمد الشناوي، إن «الرئيس السيسي رحّب بسلام في زيارته الأولى إلى مصر منذ توليه رئاسة الحكومة»، مشيداً بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة اللبنانية خلال الأشهر الماضية لإعادة انتظام مؤسسات الدولة وبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية.
وشدد السيسي على ضرورة مواصلة قيام الدولة اللبنانية بكل ما يلزم من جهد لضمان عدم المساس باستقرار لبنان وسلامته الداخلية ووحدته الوطنية.
سيادة لبنان
وأشار المتحدث إلى أن السيسي أكد خلال المقابلة على موقف مصر الثابت والداعم لسيادة لبنان ووحدة وسلامة أراضيه، لافتا إلى «استمرار الاتصالات المصرية المكثفة مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة، بهدف التأكيد على ضمان استقرار لبنان، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من جنوب لبنان، والتذكير بأهمية دعم المجتمع الدولي لمؤسسات الدولة اللبنانية، وفي مقدمتها الجيش، لتمكينه من أداء المهام الوطنية الموكلة إليه».
وأعرب رئيس الوزراء اللبناني عن بالغ شكره وتقديره للرئيس السيسي على الدعم الكبير الذي تقدمه مصر للبنان، والذي يعكس عمق الروابط التاريخية بين البلدين والشعبين.
كما استعرض سلام أولويات حكومته خلال المرحلة المقبلة، وفي مقدمتها تعزيز علاقات التعاون والتكامل مع الدول العربية، وعلى رأسها مصر.
وأشار إلى الجهود الجارية لعقد الدورة العاشرة للجنة العليا المشتركة بين مصر ولبنان، والمقرر انعقادها في القاهرة في وقت لاحق من العام الجاري.
وأضاف المتحدث أن اللقاء تناول أيضاً مستجدات عدد من الملفات الإقليمية، حيث تم في هذا الإطار التأكيد على تطابق موقف مصر ولبنان إزاء تطورات الأوضاع في قطاع غزة.
كما شهد اللقاء توافقاً في الرؤى بشأن أهمية تكثيف الجهود المشتركة لإيجاد حلول سياسية وسلمية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، مع التأكيد على ضرورة احترام سيادة تلك الدول ووحدة أراضيها.
وفي ختام المقابلة، تم الاتفاق على مواصلة التشاور والتنسيق بين مصر ولبنان، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز الأمن والاستقرار الإقليمي.
مطالبة بالضغط على إسرائيل
كما التقى سلام في مدينة العلمين الجديدة وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي.
وخلال اللقاء، أكّد سلام خصوصية العلاقات الأخوية التي تجمع لبنان ومصر، معبّرًا عن تقديره للدور التاريخي الذي تؤديه مصر في دعم استقرار لبنان ومساندة مؤسسات الدولة اللبنانية. كما أعاد التشديد على ضرورة استمرار الدعم العربي للبنان، والضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها.
وأشار سلام إلى تطلع الحكومة اللبنانية إلى تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، ولا سيما على الصعيدين الاقتصادي والتنموي، مبرزًا أهمية عقد الدورة المقبلة للجنة العليا المشتركة في القاهرة خلال العام الجاري، باعتبارها محطة أساسية لترجمة الإرادة السياسية المشتركة إلى خطوات عملية.
بدوره، رحّب الوزير عبد العاطي برئيس مجلس الوزراء اللبناني، مؤكّدًا أنّ زيارته تشكّل خطوة مهمّة لتعزيز مسار العلاقات الثنائية. كما جدّد تأكيد دعم مصر الثابت للبنان، خصوصًا في ظل الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، ودعا المجتمع الدولي إلى تكثيف الدعم لجهود إعادة الإعمار في لبنان، مشيرًا إلى استعداد مصر الكامل لتقديم خبراتها، استنادًا إلى ما تتمتع به الشركات المصرية من كفاءة في مجال التشييد والبناء.
وتناول اللقاء أيضًا المستجدات الإقليمية، وفي مقدّمتها الوضع في قطاع غزة والملف السوري، حيث شدّد الجانبان على وحدة الموقف في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، والتأكيد على الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها.