يواصل جيش الاحتلال عدوانه ضد الفلسطينيين، وسط تصعيد في مدينة غزة المهددة بالتدمير والاحتلال الكامل.
وأفاد مراسل الغد بارتقاء أكثر من 15 شهيدا، منذ فجر اليوم الثلاثاء، جراء الاستهدافات الإسرائيلية على مختلف أرجاء القطاع.
وأشار إلى نقل جثامين 5 شهداء إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة التي تشهد تصعيدا إسرائيليا، كما نقل 8 آخرون إلى مجمع ناصر الطبي بالجنوب.
من جانبه، أفاد الدفاع المدني في غزة، بأن طواقمه تحاول منذ ساعات فجر اليوم إنقاذ مواطنين تُسمع أصواتهم تحت أنقاض عمارة سكنية مكونة من أربع طوابق دمرها الاحتلال فوق ساكنيها في منطقة الشاطئ غربي مدينة غزة، دون سابق إنذار.
وقال بيان صادر عن الدفاع المدني إنه لا يزال تحت أنقاضها نحو 25 شخصا بينهم على قيد الحياة، موضحا «لكن طواقمنا تجد صعوبة كبيرة في انتشالهم لعدم توفر المعدات الثقيلة اللازمة».
وكان مراسل الغد أفاد في وقت سابق بسقوط شهداء ومصابين جراء مجزرة للاحتلال إثر قصف الاحتلال منزلهم في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة.
شهداء وجرحى
وبحسب بيان صادر عن وزارة الصحة في غزة، اليوم الثلاثاء، استقبلت مستشفيات القطاع 83 شهيدًا و223 مصابا، خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأشارت إلى أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.
وأوضحت أن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع ارتفعت إلى 64605 شهداء و163319 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كما ارتفعت حصيلة الضحايا منذ استئناف الحرب على القطاع في 18 مارس/آذار الماضي بعد هدنة قصيرة إلى 12059 شهيدًا و51278 مصابا.
وأوضحت أن عدد ما وصل إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية من شهداء المساعدات 14 و 37 إصابة، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 2444 شهيدًا وأكثر من 17831 إصابة.
كما لم يسلم طالبو المساعدات من الاستهداف الإسرائيلي، إذ ارتفع عدد شهداء منتظري المساعدات، اليوم، في جنوب القطاع إلى 6 أشخاص، بحسب ما أفاد مراسلنا.
وانتشلت وحده الإسعاف والطوارئ لوزارة الصحة بغزة 3 شهداء وأجلت أكثر من 25 إصابة من منطقة الشاكوش جراء إطلاق النار علي المدنيين قرب نقطة المساعدات الأميركية، وتم نقلهم إلي مستشفي الصليب الأحمر جنوب قطاع غزة.
احتلال مدينة غزة
ويتوقع سكان المدينة، البالغ عددهم مليون نسمة، هجوما شرسا منذ أسابيع بعد أن وضعت الحكومة الإسرائيلية خطة لتوجيه ضربة قاضية لحماس.
وصباح اليوم، أصدر جيش الاحتلال أوامر لسكان مدينة غزة بكل أحيائها بالإخلاء الفوري نحو الجنوب.
وأثارت أوامر الإخلاء حالة من الذعر والارتباك بين سكان مدينة غزة.
وقال بعضهم إنه لا خيار أمامهم سوى المغادرة إلى الجنوب، بينما قالت الغالبية العظمى إنها ستبقى في المدينة لأنه لا يوجد أي مكان آخر آمن.
ونزح سكان غزة مرات عدة منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وظلوا يتنقلون بين شمال القطاع وجنوبه في ظل أزمة إنسانية متفاقمة أدت إلى مجاعة.
وسجّلت وزارة الصحة في قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية ارتقاء 6 شهداء نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع إجمالي ضحايا سوء التغذية إلى 399 شهيدًا، من بينهم 140 طفلًا.
ومنذ إعلان المجاعة في غزة، سُجّلت 121 حالة وفاة، من بينهم 25 طفل.
يأتي الهجوم في الوقت الذي أعلنت فيه دول أوروبية عدة، تشعر بالغضب من القصف الإسرائيلي في غزة، أنها ستعترف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر، وهي خطوة ترفضها إسرائيل.
وأكد منتقدون دوليون أن خطة إسرائيل، التي تتضمن إخلاء القطاع بأكمله من السلاح مع السيطرة الأمنية عليه، قد تفاقم المحنة الإنسانية لسكانه البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة والذين يتعرضون لخطر المجاعة.
وسيطرت إسرائيل بالفعل على 75% من القطاع منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.