من جديد، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بانتحار جندي بالجيش في وسط تفاقم ظاهرة انتحار الجنود منذ بداية الحرب على قطاع غزة.
وأفاد موقع واللا، اليوم الثلاثاء، بأن الإسعاف الإسرائيلي وصل إلى شقة الجندي في مدينة رحوفوت ووجدته مصابًا بالرصاص، وبعدها تم إعلان وفاته في موقع الحادث.
وأشار الموقع، إلى أن الجندي (احتياط)، يبلغ من العمر 31 عاما، أقدم على الانتحار قبل زفافه مساء اليوم، وتم فتح تحقيق في ملابسات الحادث.
جلسة عاجلة
وفي ضوء حالات الانتحار الأخيرة بين جنود الجيش الإسرائيلي (النظاميين والاحتياطيين)، تواصل معهد القدس للعدالة مع الرئيس الجديد للجنة الشؤون الخارجية والدفاع، النائب بوعز بيسموث، طالبًا عقد جلسة عاجلة لمناقشة هذه المسألة.
وجاء في طلب المعهد «في أعقاب الزيادة الكبيرة وغير المسبوقة في بيانات وأعداد حالات الانتحار ومحاولات الانتحار بين الجنود الذين يخدمون في الخدمة النظامية أو الاحتياطية، بسبب أعراض اضطراب ما بعد الصدمة والضائقة النفسية الشديدة، أطلب منكم، بصفتكم الرئيس القادم للجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست، عقد مناقشة عاجلة، مناقشة طارئة حول هذا الموضوع، وذلك في الأيام المقبلة».
ولفتت القناة 12 إلى أنه قبل حوال أسبوع، عُثر على جندي من لواء غولاني ميتًا في شمال إسرائيل.
وصرح مكتب المتحدث باسم الجيش ردًا على الحادثة، قائلًا «فتحت الشرطة العسكرية المُحققة تحقيقًا، وستُحال النتائج فور اكتمالها إلى النيابة العامة العسكرية للمراجعة».
وقالت صحيفة معاريف إن هذه الحادثة تُضاف إلى سلسلة من الزيادة المُقلقة في عدد حالات الانتحار في صفوف الجيش.
وأشارت إلى أنه في مطلع أغسطس/آب، ناقشت لجنة فرعية في الكنيست زيادة مُقلقة في حالات الانتحار بين الجنود، وخاصةً بين أفراد الخدمة الاحتياطية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وطالبت عائلات الضحايا بالاعتراف بحالاتهم وتحسين الدعم النفسي.
وفي نهاية يوليو/تموز، انتحر روي واسرشتاين، جندي احتياط يبلغ من العمر 24 عامًا، وكان يعمل مسعفًا للإخلاء في اللواء المدرع 401، وأنهى خدمته الأخيرة قبل شهرين فقط، في نهاية مايو/أيار 2025.
وبحسب شهادات أصدقائه وأفراد عائلته، تحدث روي في الأشهر الأخيرة عن تجارب صعبة للغاية مر بها في إطار خدمته، وكيف واجه صعوبة في التعامل مع المشاهد الصعبة التي تعرض لها، وفقا للقناة السابعة.
تزايد الأعداد
وفي بداية الشهر الحالي، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بانتحار 18 جنديًّا بالجيش منذ بداية العام، قبل إضافة الحالة الأخيرة.
وبالرغم من سياسة التعتيم التي يفرضها جيش الاحتلال على ظاهرة الانتحار داخل صفوفه، إلا أن صحيفة هآرتس رصدت ارتفاع عدد الجنود الإسرائيليين المنتحرين، خلال شهر يوليو/ تموز الماضي فقط، إلى 7 عسكريين.
وفقًا لرصد هآرتس منذ بدء الحرب، انتحر عدد من الجنود لم يكونوا في الخدمة الفعلية بسبب اعتلال عقلي بعد مشاركتهم في القتال، وفي حالات أخرى، هم محاربون قدامى مصابون بجروح نفسية شاركوا في عمليات أو حروب سابقة.
وعلى عكس أولئك الذين ينتحرون في أثناء الخدمة الفعلية، لا توجد هناك مراقبة للجنود الذين انهوا الخدمة العسكرية وانتحروا.
وتؤكد المنظمات التي تعالج أولئك الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة من الجنود أن العدد الفعلي لحالات الانتحار أعلى، حيث تظل معظم الحالات غير مبلغ عنها.
ويرفض الجيش تقديم رقم رسمي عن عدد حالات الانتحار منذ بداية عام 2025، قائلًا إنه سينشره فقط عند انتهائه، لكن بياناته لا تشمل الجنود الذين انتحروا وهم خارج الخدمة الفعلية.