أعلن مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، أن بلاده ستتغيَّب عن اجتماع لمجلس الأمن الدولي يُعقد غدًا الثلاثاء، لبحث ملف حرب غزة، نظرًا لأنه سيصادف إحياء رأس السنة العبرية، معتبرًا أن التوقيت «مؤسف».
ونظرا إلى أنها طرف متأثر مباشرة بنقاشات المجلس، دُعيت إسرائيل لإلقاء خطاب في أثناء الجلسة المخصصة لبحث حرب غزة، على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتُمضي القوات الإسرائيلية قدمًا بهجومها البري الكبير الهادف للسيطرة على مدينة غزة، حيث أظهرت تسجيلات مصوَّرة لفرانس برس سحب الدخان تتصاعد، اليوم الإثنين، فيما حمل فلسطينيون أمتعتهم وفروا جنوبا.
وقال دانون، في رسالة إلى رئاسة مجلس الأمن الدورية: «أرغب بإبلاغكم بأن وفد إسرائيل لن يشارك في هذا الاجتماع نظرا لأنه يصادف روش هاشناه، رأس السنة اليهودية».
وأضاف أنه «بالرغم من طلب إسرائيل من رئاسة وأعضاء المجلس تغيير الموعد، بقي الاجتماع محددًا في هذا التاريخ الذي يعد من الأهم في التقويم اليهودي ويمثِّل بداية الأيام الأقدس».
ويتوقع أن يلقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابًا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الجمعة، في ظل اعتراف عدد من البلدان الغربية بدولة فلسطين، والذي نددت به إسرائيل.
وقال دانون، في بيان بالفيديو، صدر اليوم الإثنين،: «إنه أمر مؤسف أن يجتمع مجلس الأمن في غياب إسرائيل».
الاعتراف بدولة فلسطين
ويأتي إعلان إسرائيل عدم حضور اجتماع مجلس الأمن الدولي في وقت تستعد فيه فرنسا مع 10 دول أخرى للاعتراف رسميًّا بدولة فلسطين لممارسة مزيد من الضغط على إسرائيل، خلال قمة ستُعقَد في وقت لاحق، اليوم الإثنين، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، ستهيمن عليها الحرب في قطاع غزة.
ويعد هذا الاعتراف المرتقب خلال القمة التي تنظمها فرنسا والسعودية حول مستقبل حل الدولتين، حيث يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون جنبًا إلى جنب في سلام وأمن، تتويجًا لعملية استمرت لأشهر عدة، قاتل من أجلها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بشدة.
وسمحت تلك العملية باعتماد الأغلبية الساحقة من أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة نصًّا يدعم قيام دولة فلسطينية من دون وجود حركة حماس فيها، وهو شرط طالبت به العديد من الدول الغربية.
وقال الرئيس الفرنسي، أمس الأحد، في مقابلة مع برنامج «فايس ذي نايشن» على قناة «سي بي إس» إن «الفلسطينيين يريدون وطنًا، يريدون دولة، ويجب ألا ندفعهم نحو حماس، إذا لم نقدم لهم منظورًا سياسيًّا وهذا الاعتراف، سيعلقون مع حماس باعتبارها الحل الوحيد».
وأضاف: «إذا أردنا عزل حماس، فإن عملية الاعتراف وخطة السلام المرافقة لها تشكلان شرطًا مسبقا».
وتتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع الفلسطيني، حيث حذر مرصد عالمي لمراقبة الجوع من تفشي المجاعة ومن المرجح أن تنتشر بحلول نهاية الشهر.
رفع العلم الفلسطيني فوق السفارة في لندن
وفي وقت سابق، اليوم الإثنين، أقيمت مراسم رفع العلم الفلسطيني فوق السفارة الفلسطينية في لندن، وذلك بعد إعلان رئيس الحكومة، كير ستارمر، اعتراف بريطانيا بالدولة الفلسطينية.
إبادة جماعية في غزة
ويواصل فيه جيش الاحتلال قصفه مناطق متفرقة بقطاع غزة، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على القطاع الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وفي أحدث إحصاء لها، أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الإثنين، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى 64 ألفًا و344 شهيدًا، و166 ألفًا و795 مصابًا.
وقالت الوزارة، في بيان، إن 61 شهيدًا و220 مصابًا نُقِلوا إلى مستشفيات القطاع خلال 24 ساعة.
وأشارت الوزارة إلى أنه لا يزال هناك عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.
ونوهت الوزارة بأن حصيلة الشهداء والإصابات منذ استئناف العدوان الإسرائيلي في 18 مارس/ آذار 2025 بلغت 12785 شهيدًا و54754 مصابًا.
كما بلغت حصيلة ما وصل إلى المستشفيات من شهداء المساعدات خلال 24 ساعة 23 مصابًا، ليصبح إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات 2523 شهيدًا وأكثر من 18496 مصابًا.