ترحيب دولي باتفاق غزة وتثمين لدور الوسطاء

وقعت إسرائيل وحركة حماس في وقت سابق اليوم اتفاقا لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين، في المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب في غزة.

ويتضمن الاتفاق الذي سيتم التوقيع عليه الخميس في مصر، الإفراج عن المحتجزين الأحياء والأموات، ويعدّ خطوة أساسية نحو إنهاء حرب مستمرة منذ عامين أودت بعشرات آلاف الأشخاص وأدت إلى كارثة إنسانية.

وثمنت ردود الفعل الدولية والعربية هذه الخطوة معتبرة أنها بداية لتحقيق السلام ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، عبر الإفراج عن السجناء و إدخال المساعدات الإنسانية وتحقيق حلم الدولة الفلسطينية.

الأردن: خطوة مهمة

واعتبر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الخميس أن «وقف إطلاق النار في غزة خطوة مهمة يجب أن تفضي إلى نهاية الحرب» المتواصلة منذ سنتين.

وقال الملك عبد الله عبر منصة «أكس»، «وقف إطلاق النار في غزة خطوة مهمة يجب أن تفضي إلى نهاية الحرب. آن الأوان أن ينعم أهلنا بالأمان وأن تصل المساعدات بلا قيود».

وأضاف «نثمّن دور الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب في التوصل الى الاتفاق وجهود الأشقاء في مصر وقطر وتركيا»، مشيرا إلى أن «الأردن سيظل السند للشعب الفلسطيني الشقيق في سعيهم للحرية والدولة على ترابهم الوطني».

ورحّب وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الخميس بالاتفاق، مؤكدا استعداد الأردن لاستئناف إدخال المساعدات «لإنهاء المجاعة التي يواجهها القطاع».

وقال الصفدي في بيان «يرحّب الأردن بالتوصل لاتفاقية لوقف إطلاق النار في غزة والاتفاق على آليات تنفيذ المرحلة الأولى منه، وبما يؤدي لوقف الحرب وتنفيذ اتفاقية تبادل وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع وإدخال المساعدات الإنسانية».

وأضاف «المملكة على استعداد لإستئناف إدخال المساعدات إلى غزة فور إزالة إسرائيل القيود أمام ذلك (...) بالتعاون مع الأشقاء والمجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة».

 وأكّد «ضرورة أن تتكاتف كل الجهود لإدخال مساعدات إنسانية كافية وفورية لإنهاء المجاعة التي يواجهها القطاع».

وأعلن الأمين العام للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية حسين الشبلي أن «الأردن جاهز لإرسال نحو 3 آلاف شاحنة غذائية وإغاثية وطبية يوميا إلى قطاع غزة».

وأوضح الشبلي لقناة «المملكة» الرسمية إنه «يتوفر لدى الهيئة أكثر من 25 ألف طن من المواد الغذائية الأساسية، وأكثر من 20 ألف طن من المواد الإغاثية، بالإضافة إلى أكثر من 15 ألف طن من المواد الطبية والأدوية والمستلزمات الصحية».

تركيا: سنشارك في مراقبة تطبيق الاتفاق

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس أن تركيا ستشارك في بعثة لمراقبة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

وقال أردوغان «نأمل الانضمام إلى البعثة التي ستراقب تطبيق الاتفاق على الأرض».

وأرسلت تركيا، التي شاركت عن كثب في المفاوضات، فريقا إلى المحادثات في شرم الشيخ.

وقال أردوغان«من بالغ الأهمية بمكان تسليم مساعدات شاملة إلى غزة وتبادل المحتجزين والمعتقلين وأن توقف إسرائيل فورا هجماتها».

ووعد بأن تسهم تركيا في جهود إعادة الإعمار في غزة.

روسيا: سندعم اتفاق وقف سفك الدماء بغزة

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس إن موسكو تأمل في أن يكلل تنفيذ خطة نظيره الأميركي دونالد ترمب لإنهاء حرب غزة بالنجاح، وإن روسيا مستعدة لدعم الجهود الرامية إلى وقف سفك الدماء.

وقال بوتين خلال قمة في طاجيكستان «نأمل بشدة أن تتحقق هذه المبادرات التي أطلقها الرئيس الأميركي على أرض الواقع».

إيران: ندعو لعدم تنصل إسرائيل من الاتفاق

ورحّبت إيران الخميس باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان إن الجمهورية الإسلامية «لطالما دعمت أي تحرّك ومبادرة تشمل وقف حرب الإبادة وانسحاب قوات الاحتلال وإدخال المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين وتطبيق الحقوق الأساسية للفلسطينيين».

كما دعت طهران المجتمع الدولي إلى منع إسرائيل من التنصل من التزاماتها في غزة، وذلك بعد توقعيها اتفاقا لوقف إطلاق النار في القطاع.

وأكدت الوزارة أن إيران تدعم أي جهد يُنهي الإبادة الجماعية والحرب في غزة.

الاتحاد الأوروبي: مستعدون للمساهمة في خطة السلام بغزة

 قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس اليوم الخميس إن الاتحاد مستعد لمناقشة كيفية مساهمته في خطة السلام بغزة.

وأضافت قبيل مؤتمر عن غزة في باريس «هذه أفضل فرصة لدينا».

الأزهر: نحيي الجهود التي سعت لوقف الحرب

بدوره قال الدكتور أحمد الطيب، إن الأزهر الشريف إذ يحمد الله سبحانه وتعالى كثيرًا على أن هيَّأ الأسباب لوضع نهاية لقتل الضعفاء والمستضعفين في غزة، لَيُحيِّي بكل التقدير والاعتزاز الجهود التي بُذلت لوقف هذا العدوان.

وأضاف الإمام الأكبر عبر صفحته الرسمية بالفيسبوك: «ُنقدِّر عاليًا الجهود المخلصة التي بذلها الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، والأمير تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، كما يُقدِّر الجهد الذي قام به الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وفرق الوسطاء والمفاوضون، وكل الدَّاعمين لهذه المبادرة المهمة».

وقال إن الأزهر يقدر استجابة الفصائل الفلسطينية المفاوِضة، وإصرارهم على التوصل إلى حلٍّ فوريٍّ لوقف العدوان.

ودعا الإمام الأكبر أن تكون هذه المبادرة خطوةً في طريق استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة، ودولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، وأن ينعم بحياةٍ مستقرةٍ كريمة، وأن يعمَّ السلام شعوب المنطقة كلها، بل شعوب العالم أجمع.