«عيون الرحلات».. سلسلة تستحضر عوالم الرحلات في التراث العربي

صدر أخيراً عن معهد الشارقة للتراث سلسلة كتب جديدة حملت عنوان: «عيون الرحلات»، وجاءت في 10 أجزاء، أضاء من خلالها مؤلف السلسلة الدكتور منّي بونعامة على أهم 10 من أمهات كتب الرحلات لعشرة من كبار الرحالة الذين ذاع صيتهم بفضل ما دونه من معارف خلال رحلاتهم الذين جالوا خلالها في مناطق مختلفة من العالم.

وقال بونعامة، في مقدمة كتابه، إن كتب الرحلات العربية تُعد من أمتع المؤلفات وأكثرها رواجاً على اختلاف ما تزخر به من قيمة أدبية وثقافية، وما تحتوي عليه من موضوعات ومعلومات عن المكان والإنسان، وهي طريقة قديمة درج عليها العديد من الرحالة العرب الذين ارتادوا الآفاق، وخاضوا المجاهل وجابوا الصحاري والقفار، جيئة وذهاباً، وتعرفوا إلى ثقافتها ونحلة عيش أهلها.

وأضاف «أعتبر أن تلك الرحلات من أمتع وأجمل الطرق في استكشاف العالم، والتعرف إلى مكنونه و خباياه، دوّن فيها الرحالة مشاهداتهم وانطباعاتهم عن المجتمعات التي زاروها وثقافتهم وتقاليدهم، ومن بين هؤلاء الرحالة السيرافي، والإدريسي، وابن جبير، وابن بطوطة، والحسن الوزان وغيرهم كثير».

«عيون الرحلات»

وتشير سلسلة «عيون الرحلات» للدكتور منّي بونعامة إلى أن الفترة الحديثة والمعاصرة شهدت ظهور نماذج جديدة من أدب الرحلات العربية، ومؤلفات أثرت المكتبة العربية لأحمد فارس الشدياق ومحمد عبدالله الصفار ومحمد الحجوي، وأحمد زكي باشا، ومحمد الطنطاوي، ومحمد رشيد رضا، وطه حسين، ومحمود تيمور وغيرهم، ثم خبت نار هذه الكتابات إلى حين.

وبحسب صفحات كتب السلسلة، فإن الكتابة عن الرحلة وما تحتوي عليه من مغامرات ومفاجآت ومخاطر ومخاوف تنتاب الرحالة أثناء الرحلة تضفي جميعها نكهة خاصة على الكتابة، وتكسيها بطابع من التشويق المفعم بالذهول والاندهاش من المشاهدات والمواقف التي يمر بها، والنموذج الذي بين أيدينا يعكس جانباً من ذلك بوضوح.

ويكشف الكتاب عن أن المحاولة في استكشاف الذات من خلال استكشاف المكان والآخر، والتعبير عما يدور في خلجات الذات من آلام وآمال وطموح يمتزج بطابع من التشويق في العرض والتصوير، يضفي على رحلة العالم هذا أو ذاك قيمة خاصة؛ فالمشاهد التي يصورها عن محطاته التي وقف فيها، والصور التي يرسمها في مخيلة القارئ، والتي تحيله إلى الأماكن وطبيعة المجتمع المزور، واكتشاف المخبوء، والمجهول والمنسي من العالم، تعد رصداً من الأهمية بمكان.

وعبر الكتب الـ10 التي تكوّنت منها سلسلة «عيون الرحلات»، يطوف بنا الدكتور منّي بونعامة العالم، ويجعل معشر القراء يحطون عصا الترحال في مدن وأماكن ومعالم من الشرق والغرب مع الرحالة العرب والمسلمين، الذين جابوا البلاد، وقطعوا القفار والوهاد وكتبوا مشاهداتهم وانطباعاتهم عن المجتمعات التي زاروها، والبلدان التي مروا بها.

ويكمن الهدف الرئيس من نشر هذه المنتخبات العشرة في تقريب نصوص التراث العربي من القارئ المعاصر، من خلال اختيار ما يتوافق منها مع عصره، وهو تقليد بدأه معهد الشارقة للتراث منذ سنوات، ضمن مشروعه لإحياء ذخائر العرب.