أقامت كوريا الشمالية، مساء الجمعة، عرضًا عسكريًا «ضخمًا» في بيونغ يانغ، بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس حزب العمال الحاكم، وذلك بحضور ضيوف أجانب، استُعرضت خلاله صواريخ عابرة للقارات، بحسب ما أفادت وسائل الإعلام الرسمية.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية: «عُرض عسكري ضخم أُقيم في ساحة كيم إيل سونغ في 10 تشرين الأول/ أكتوبر احتفالًا بالذكرى الثمانين لتأسيس حزب العمال الكوري».
ومن بين الأسلحة المعروضة، ظهر الصاروخ الباليستي العابر للقارات الجديد «هواسونغ-21»، الذي وصفته الوكالة بأنه «أقوى نظام أسلحة نووية استراتيجية»، إلى جانب مجموعة أخرى من الصواريخ ومركبات إطلاق طائرات مسيرة.
وأظهرت لقطات بثتها الوكالة سلسلة من الصواريخ الطويلة محمولة على مركبات خلال الليل، تحت مطر خفيف، أمام حشد كبير يلوّح بالأعلام الكورية الشمالية.
وقال الزعيم كيم جونغ أون في خطابه إن جيش كوريا الشمالية «الذي لا يُقهر» «دأب على مضاعفة جهوده لمساعدة حزبنا على تجاوز الصعوبات وتسريع تحقيق مستقبل مشرق».
وشارك في الاحتفال رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ على رأس وفد رسمي، إضافة إلى نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري ميدفيديف.
وقال سيونغ هيون لي، الباحث في جامعة هارفارد الأميركية، لوكالة فرانس برس: «من الضروري النظر إلى هذا العرض ليس كحدث معزول، بل كتتويج لتحوّل هيكلي مدروس في الجغرافيا السياسية الإقليمية»، مضيفًا: «إنه يشكّل تحذيرًا واضحًا من أن تعزيز التحالف بين سيول وواشنطن سيصطدم بكتلة ثلاثية موحدة وقوية».
وكان زعيم الحزب الشيوعي الفيتنامي تو لام من بين الحاضرين أيضًا.
وفي خطابه، أشاد كيم جونغ أون بالقوات الكورية الشمالية التي تقاتل إلى جانب القوات الروسية في حربها ضد أوكرانيا.
وبحسب سيول، قُتل نحو 600 جندي كوري شمالي، وأُصيب الآلاف، منذ إرسالهم للمشاركة في القتال من أجل استعادة منطقة كورسك الروسية، التي سيطرت عليها أوكرانيا في صيف 2024. كما تزوّد بيونغ يانغ موسكو بالأسلحة والذخيرة، بحسب كوريا الجنوبية، التي تشتبه في أن روسيا تنقل في المقابل تكنولوجيا عسكرية حساسة إلى حليفتها.
والشهر الماضي، ظهر كيم إلى جانب الرئيسين الصيني شي جينبينغ، والروسي فلاديمير بوتين، خلال عرض عسكري ضخم في بكين.
وقد عززت روسيا وكوريا الشمالية علاقاتهما منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، ووقعتا اتفاقية دفاع مشترك، في حين تبقى الصين الحليف الرئيس لبيونغ يانغ، الخاضعة لعقوبات الأمم المتحدة بسبب برامجها النووية والباليستية.