شهدت مدن وولايات أميركية، اليوم السبت، مظاهرات حاشدة شارك فيها مئات الآلاف من المواطنين، احتجاجا على سياسات الرئيس دونالد ترمب.
وهذه المظاهرات دعت إليها حركة «نو كينغز» التي تعني (لا للملوك).
وذكر مراسل قناة الغد في واشنطن، أن أكثر من 2500 مظاهرة من المفترض أن تقام، اليوم السبت، في أنحاء الولايات المتحدة للمطالبة بتراجع الرئيس دونالد ترمب عن عدد من القرارات التي اتخذها مؤخرا وعلى رأسها التلويح بتسريح موظفين بسبب الإغلاق الحكومي، فيما حذرت السلطات من احتمال وقوع أعمال عنف ومواجهات مع الشرطة خلال المظاهرات.
بنحو 2500 مسيرة.. الأميركيون يتظاهرون ضد ترمب
وأوضح المراسل أن المحتجين رفعوا شعارات تندد بما وصفوه بنزعة «الحكم الفردي» لدى ترمب، واتهموه باستغلال منصبه لترسيخ الحكم الواحد، وبتوسيع صلاحياته على حساب المؤسسات الديمقراطية، إضافة إلى سوء معاملة المهاجرين وعسكرة الشوارع عبر نشر الحرس الوطني.
وأكد منظمو الحركة أن هدفهم ليس سياسيا حزبيا، بل «دفاع عن الديمقراطية»، مشددين على أن الولايات المتحدة لا تعرف الملوك، وأن الشعب لن يقبل بحكم الفرد الواحد.
وتعد هذه المظاهرات الثانية من نوعها التي تنظمها حركة «لا ملوك»، وهي شبكة من منظمات تقدمية تعارض سياسات الرئيس الأميركي وتتهمه بتقويض القيم الدستورية والمؤسسات المدنية في البلاد.
ونشرت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي السابق، تغريدة على منصة إكس جاء فيها «القوة بيد الشعب. غدًا، 18 أكتوبر/تشرين الأول، أشجعكم على الانضمام إلى جيرانكم في احتجاج سلمي في فعالية لا للملوك».
«لا للملوك»
واحتجاجات «لا للملوك» التي ستستمر ليوم كامل، اليوم استكمال لاحتجاجات نُظمت في منتصف يونيو/ حزيران الماضي بحسب ايه بي سي نيوز الأميركية.
ويُنظّم هذه الاحتجاجات تحالف من منظماتٍ تشمل الاتحاد الأميركي للحريات المدنية، ومنظمة «إنديفايسبل»، ومنظمة 50501، وغيرها. ويقول المُنظّمون إنّ هناك أكثر من 2600 فعالية مُخطّط لها على مستوى البلاد ، بما في ذلك في مدنٍ كبرى مثل نيويورك، وواشنطن العاصمة، وشيكاغو، ولوس أنجلوس، ويُتوقع حضور ملايين الأشخاص.
في حين لم يصدر المنظمون تفاصيل حول جمع التبرعات قبل الاحتجاجات، وظل التحالف لامركزيًا نسبيًا، فقد أشارت بعض المجموعات إما إلى إنفاق كبير للترويج للمظاهرات أو التخطيط لقوة النجوم لزيادة الضجيج حولها.
وتُراقب جهات إنفاذ القانون وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت بنشاط، بالإضافة إلى العمل مع المنظمين المحليين والمتظاهرين المضادين المحتملين، لاستشراف ما قد يُتوقع. ويأتي هذا التأهب في ظل استمرار المخاوف المتزايدة بشأن التجمعات العامة واسعة النطاق، وخاصةً الفعاليات السياسية.
الجمهوريون ينددون
قالت أسوشيتد برس إن الجمهوريون يسعون إلى تصوير المشاركين في المظاهرات على أنهم بعيدون كل البعد عن التيار الرئيسي للسياسة الأميركية، وسبب رئيسي وراء الإغلاق الحكومي المطول، والذي دخل الآن يومه الثامن عشر.
ومن البيت الأبيض إلى مبنى الكابيتول، هاجم زعماء الحزب الجمهوري المشاركين في المظاهرة ووصفوهم بالشيوعيين والماركسيين.
ويقولون إن الزعماء الديمقراطيين، بما في ذلك شومر، تابعون للجناح اليساري المتطرف ومستعدون لإبقاء الحكومة مغلقة لإرضاء تلك القوى الليبرالية.
وانطلقت حركة «لا للملوك» في وقت سابق من هذا العام ردًا على تأكيد ترمب على صلاحياته التنفيذية الواسعة. وقد أصبح شعارها - المُستوحى من رفض النظام الملكي في عصر الثورة - صرخة حشد لمن يرون في تصرفات الإدارة تهديدًا للمؤسسات الديمقراطية.
«أنا لست ملكا»
وبحلول صباح يوم السبت في شمال فرجينيا، كان العديد من المتظاهرين يسيرون على الجسور فوق الطرق المؤدية إلى واشنطن العاصمة، وتجمع عدة مئات من الأشخاص في الدائرة بالقرب من مقبرة أرلينغتون الوطنية، بالقرب من المكان الذي يفكر فيه ترمب في بناء قوس عبر الجسر من نصب لنكولن التذكاري.
وفي وقت سابق، قال دونالد ترمب لشبكة فوكس نيوز «أنا لست ملكا»، في الوقت الذي كان من المتوقع أن يتظاهر فيه الملايين في جميع أنحاء الولايات المتحدة ضد رئاسته الثانية، متحدين وراء رسالة مفادها أن الأمة يجب أن توقف انزلاقها نحو الاستبداد.
بدأت مظاهرات السبت خارج الولايات المتحدة، حيث تجمع بضع مئات من المتظاهرين خارج السفارة الأميركية في لندن، ونظم مئات آخرون مظاهرات في مدريد وبرشلونة بإسبانيا.
وتجمعت حشود أمام المعالم والسفارات الأميركية في برلين وباريس وروما والسويد حاملين لافتات تندد بالفاشية والديكتاتوريات، حيث اتهم البعض الرئيس الأميركي دونالد ترمب لا يدعم قيم الديمقراطية.