كأن إسرائيل تواجه حربا من نوع آخر... لا يسمع فيها صوت المدافع بل وقع الحقائب المهاجرة، فمنذ عام 2020 وحتى اليوم تتزايد موجات الهجرة بصمت يعبر عن أزمة أعمق من أي مواجهة عسكرية.
تقرير صادر عن مركز البحوث والمعلومات في الكنيست الإسرائيلي كشف بالأرقام ما وصفه نواب بالتسونامي الديموغرافي.. حيث سجل ميزان الهجرة من إسرائيل عجزا غير مسبوق بلغ نحو مئة وخمسين ألف شخص غادروا البلاد ولم يعودوا، في ظل غياب تام لأي خطة حكومية لوقف هذا النزيف.
المراقبون حذروا من أن إسرائيل تفقد مجتمعها من الداخل قبل مواجهة خطر الخارج.. فيما تلتزم الحكومة بالصمت المريب حيال ظاهرة تهدد تماسك المجتمع ومستقبل دولة الاحتلال نفسها.
وللحديث حول هذا الموضوع من القاهرة د. محمد عبود - الأكاديمي والباحث في الشؤون الإسرائيلية ومن القدس المحتلة شادي الشرفا - الباحث في الشؤون الإسرائيلية.
خبير يكشف عن الرقم الصادم للمهاجرين من تل أبيب منذ 7 أكتوبر
خبير يكشف عن الرقم الصادم للمهاجرين من تل أبيب منذ 7 أكتوبر
«أرض الميعاد أصبحت أرض الهروب».. مشروع إسرائيل الكبرى يرتد على أصحابه.. خبير يوضح
«أرض الميعاد أصبحت أرض الهروب».. مشروع إسرائيل الكبرى يرتد على أصحابه.. خبير يوضح| #مدار_الغد
الهجرة السلبية
أظهرت إحصائيات مركز الأبحاث والمعلومات التابع للكنيست، يوم الإثنين، أن إسرائيل سجّلت ميزان «هجرة سلبي»، أي أن عدد المغادرين فاق عدد العائدين، مشيرة إلى وجود قفزة كبيرة في سفر الإسرائيليين إلى الخارج دون عودة، في أعقاب السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وبعنوان «مزيد من المغادرة، وقليل من العودة»، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن التقرير يكشف عن «صورة قاتمة للغاية»، مشيرة إلى أن إسرائيل تعاني من عجز في ميزان الهجرة، في وقت لا تملك فيه الحكومة أية خطة لوقف هذه الظاهرة المقلقة.
وشمل تقرير مركز الأبحاث والمعلومات إحصائيات بين عامي 2020 و2024، إذ غادر إسرائيل عدد يفوق عدد العائدين إليها بـ145,900 شخص.
ولفت التقرير إلى أنه في عام 2020، غادر إسرائيل نحو 34,000 شخص، مقابل 32,500 عادوا، وفي عام 2021 غادرها 43,400 شخص مقابل 23,600 عائد.
إلا أنه في عام 2023، بلغ عدد المغادرين 82,800 إسرائيلي، بزيادة نسبتها 39% عن العام الذي سبقه، والذي شهد مغادرة 59,400 إسرائيلي.
وأكد التقرير أن أعداد المغادرين زادت بشكل ملحوظ في أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعد اندلاع الحرب.
واستطرد مركز الأبحاث والمعلومات أن ارتفاع أعداد المغادرين استمر أيضًا خلال عام 2024، إذ كان عدد الذين غادروا بين شهري يناير/كانون الثاني وأغسطس/آب مشابهاً لعددهم في الفترة نفسها من عام 2023، أي حوالي 50,000 شخص خلال تلك الأشهر في كلتا السنتين.
وأشار إلى أنه في عام 2023، تضاعف تقريبًا الفارق بين عدد المغادرين والعائدين، ليصل إلى 58,600 إسرائيلي.
وفي عام 2024، حتى شهر أغسطس/آب، انخفض صافي عدد السكان الإسرائيليين بـ36,900 شخص ممن غادروا.