اتهم الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، اليوم الخميس، الولايات المتحدة بتنفيذ إعدامات على خلفية الضربات التي تشنّها على قوارب في المحيط الهادئ والبحر الكاريبي وتقول إنها تستهدف مهربي مخدرات.
وقال الرئيس الكولومبي إن واشنطن تقوم من خلال هذه الضربات، بتنفيذ «إعدامات خارج نطاق القضاء... تنتهك القانون الدولي».
ودعت الحكومة الكولومبية الولايات المتحدة إلى وقف الضربات التي أدت إلى مقتل 37 شخصا على الأقل وتدمير تسعة قوارب، وفق أرقام أميركية.
وأغضب ذلك الموقف ترمب الذي ندد ببيترو ونعته بأنه مهرب مخدرات. كما أعلن ترمب عن قطع مساعدات عسكرية حيوية عن بوغوتا.
وفي حال قُطعت المساعدات فعلًا، ستنتهي عقود من التعاون الأمني للحد من تدفق الكوكايين من كولومبيا، أكبر منتج في العالم لهذا المخدر، إلى الولايات المتحدة أكبر مستهلك له.
ووصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بيترو بأنه مجنون.
كولومبيا تستدعي سفيرها لدى واشنطن
وأعلنت كولومبيا، الإثنين الماضي، استدعاء سفيرها لدى الولايات المتحدة، بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنهاء المساعدات لبوغوتا في إطار خلاف حاد مع نظيره غوستافو بيترو.
وقالت الخارجية الكولومبية في بيان إن السفير دانييل غارسيا بينا عاد إلى بوغوتا، مضيفة أن حكومة بيترو ستصدر مواقف أخرى.
والسبت الماضي، اتهم الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو الولايات المتحدة بانتهاك المجال البحري لبلاده وقتل صياد خلال انتشارها العسكري في منطقة البحر الكاريبي، في عملية قدمتها واشنطن على أنها موجهة لمكافحة تجار المخدرات.
وحشدت واشنطن 7 سفن وطائرات مقاتلة في مهمة قالت إنها ترمي لمكافحة تهريب المخدرات في البحر الكاريبي، ونفذت ست ضربات على الأقل هناك منذ أوائل سبتمبر/ أيلول، ما أسفر عن مقتل 27 شخصا على الأقل.
وكتب الرئيس اليساري على منصة إكس «ارتكب موظفون في الحكومة الأميركية عملية اغتيال وانتهكوا سيادة مياهنا الإقليمية».
وأضاف «الصياد أليخاندرو كارانزا لم يكن لديه أي صلة بتجارة المخدرات وكان نشاطه اليومي هو الصيد»، في إشارة إلى مواطن كولومبي أفادت تقارير بأنه قُتل الشهر الماضي في ضربة نفذتها القوات الأميركية على قاربه.
وتابع بيترو قائلا «كان القارب الكولومبي ينجرف، وقد فعّل الإشارة المخصصة للإبلاغ عن الأعطال بسبب عطل في المحرك. ونحن بانتظار توضيح من الحكومة الأميركية».
وأشارت معلومات إلى أن أليخاندرو كارانزا قُتل في إحدى الهجمات الأميركية منتصف سبتمبر/ أيلول أثناء صيده في المياه الكولومبية الكاريبية، وفق شهادة امرأة قريبة منه نشرها الرئيس الكولومبي عبر منصة إكس.
قالت أودينيس مانخاريس، وهي تقرأ رسالة في مقطع فيديو على قناة «ار تي في سي نوتيثياس» التلفزيونية العامة، إن «أليخاندرو كارانزا صياد، نشأنا في عائلات تعمل في مجال الصيد (...) ليس من العدل أن يقصفوه بهذه الطريقة. إنه شخص بريء كان يخرج لكسب قوت يومه».
وأكدت أنها تعرفت على القارب الذي ظهر في مقاطع فيديو لهجوم 15 أيلول/سبتمبر بثتها وسائل الإعلام الدولية.
وأضافت الشابة المتحدرة من مدينة سانتا مارتا الساحلية أن الصيادين توقفوا عن الإبحار خوفا من القصف.
ترمب يهاجم بيترو
ووصف الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الأحد، نظيره الكولومبي، غوستافو بيترو، بأنه «زعيم تجارة المخدرات غير المشروعة».
وكتب ترمب عبر حسابه على موقع تروث سوشيال: «الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، زعيم تجارة المخدرات غير المشروعة، يشجع بشدة الإنتاج الضخم للمخدرات، في حقول كبيرة وصغيرة، في جميع أنحاء كولومبيا».
وأضاف: «لقد أصبح هذا النشاط التجاري الأكبر في كولومبيا بلا منازع، وبيترو لا يفعل شيئًا لإيقافه، بالرغم من المدفوعات الضخمة والدعم المالي من الولايات المتحدة، والتي ليست سوى عملية نصب واحتيال طويلة الأمد على أميركا».
وأشار إلى انه «ابتداءً من اليوم، لن تُدفع هذه المدفوعات، أو أي شكل آخر من أشكال الدفع أو الدعم، إلى كولومبيا بعد الآن، فالغرض من إنتاج المخدرات هذا هو بيع كميات هائلة من المنتج إلى الولايات المتحدة، مما يتسبب في الموت والدمار والخراب».
واختتم ترمب منشوره قائلًا: «بيترو، زعيم ذو مكانة اجتماعية متدنية وغير محبوب، وله لسان ناقد تجاه أميركا، من الأفضل له إغلاق حقول القتل هذه فورًا، وإلا ستغلقها الولايات المتحدة لصالحه، ولن يكون ذلك جيدًا».