قال الجيش الإسرائيلي إنه تبين أن انطلاق صفارات الإنذار في منطقة غلاف غزة فجر اليوم الجمعة نتج عن خطأ في تحديد هوية هدف.
وكان الجيش الإسرائيلي قد ذكر قبلها أن صفارات الإنذار دوت في تجمعات سكنية قرب غزة، وأضاف أن التفاصيل لا تزال قيد المراجعة.
ومن وقت لآخر تنطلق صافرات الإنذار بشكل خاطئ في نفس المنطقة رغم عدم وجود تهديد.
وشنت إسرائيل حربا وحشية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 واستمرت لمدة عامين وأسفرت عن استشهاد أكثر من 68 ألف فلسطيني.
وتعرضت إسرائيل خلال الحرب لضربات صاروخية من عدة بلدان خاضت معارك ضد إسرائيل في سياقات مختلفة، فقد هاجم حزب الله مواقع في شمال إسرائيل بالصواريخ لمدة تزيد عن عام خلال مشاركته كـ«جبهة إسناد» للفلسطينيين ضد العدوان الإسرائيلي، كما قصفت إيران المدن الإسرائيلية أكثر من مرة آخرها وأهمها خلال حرب ال12 يوما بين البلدين في يونيو/ حزيران الماضي، وأزعج الحوثيون إسرائيل بصواريخهم بعد انضمامهم للمعركة كجبهة إسناد أيضا، وذلك كله بجانب الصواريخ التي كانت تطلق من غزة، والتي قل عددها مع الوقت ومع زيادة التوغل الإسرائيلي في القطاع.
الذخائر غير المنفجرة
في سياق متصل، قال مسؤول في منظمة «هيومانيتي اند إنكلوجن» للإغاثة إن تطهير غزة من الذخائر غير المنفجرة سيستغرق على الأرجح ما بين 20 و30 عاما، واصفا القطاع بأنه «حقل ألغام مفتوح».
وأظهرت قاعدة بيانات الأمم المتحدة أن أكثر من 53 شخصا استشهدوا وأصيب المئات بسبب مخلفات الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، وتعتقد منظمات الإغاثة أن هذا العدد أقل بكثير من الحقيقي.
وأثار وقف إطلاق النار، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، الآمال في إمكان بدء المهمة الضخمة المتمثلة في إزالة هذه المخلفات ضمن ملايين الأطنان من الأنقاض.
وقال نيك أور خبير إزالة الذخائر المتفجرة في المنظمة «إذا كنت تتطلع إلى إزالة الأنقاض تماما، فهذا لن يحدث أبدا، إنها تحت الأرض. سنظل نجدها لأجيال مقبلة». وشبه هذا الوضع بالمدن البريطانية بعد الحرب العالمية الثانية.
وأردف «الإزالة من على سطح الأرض أمر يمكن تحقيقه في غضون جيل، أعتقد من 20 إلى 30 عاما».
وأضاف «سيكون ذلك حل جزء صغير جدا من مشكلة كبيرة للغاية».
وأور، الذي ذهب إلى غزة مرات عدة خلال الصراع، هو أحد أفراد فريق مكون من سبعة أشخاص تابع للمنظمة وسيبدأ الأسبوع المقبل في تحديد أماكن مخلفات الحرب داخل البنية التحتية الأساسية هناك، مثل المستشفيات والمخابز.
لكن أور قال إن منظمات الإغاثة، ومنها منظمته، لم تحصل حتى الآن على تصريح شامل من إسرائيل للبدء في إزالة الذخائر وتدميرها أو استيراد المعدات المطلوبة لذلك.
ولم ترد وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي تابعة للجيش الإسرائيلي وتشرف على المساعدات لغزة، على طلب للتعليق.
وتمنع الوحدة دخول مواد إلى غزة تعتبرها «مزدوجة الاستخدام» المدني والعسكري.
وقال أور إنه يسعى إلى الحصول على تصريح باستيراد إمدادات لحرق القنابل بدلا من تفجيرها، لتهدئة المخاوف من أن حماس ستعيد استخدامها.
وعبر عن دعمه لقوة مؤقتة، مثل تلك المتوقع تشكيلها بموجب خطة وقف إطلاق النار المكونة من 20 نقطة.
وأضاف أور «إذا كان ينتظر غزة أي مستقبل، فيجب أن تكون هناك قوة أمنية تسمح للعاملين في المجال الإنساني بالعمل».