أميركا والصين تسعيان للتوصل إلى اتفاق حول الرسوم الجمركية

لن تتمكن الولايات المتحدة والصين من حل جميع القضايا الخلافية بينهما قبل لقاء الرئيسين الأميركي، دونالد ترمب، والصيني شي جين بينغ، يوم الخميس، في بوسان بكوريا الجنوبية.

ولكن من المرجح أن تحققا تقدما كافيا في مسألة سيطرة الصين على تجارة معادن الأرض النادرة ذات الأهمية الحيوية لعدد كبير من الصناعات، وضوابط التصدير الأميركية، وغيرها من المشاكل المعقدة، لتهدئة الأسواق المالية ومنع تزايد الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الخلافات بين بكين وواشنطن.

قال جيف مون، المسؤول التجاري الأميركي والدبلوماسي السابق الذي يدير شركة «تشاينا مون ستراتيجيز» الاستشارية: «إنهما تحاولان التوصل إلى انفراجة ما.. لا يوجد أي ادعاء بأنهما ستتوصلان إلى صفقة شاملة تحل جميع جوانب العلاقة».

وأرسلت الدولتان إشارات مطمئنة في مطلع الأسبوع الحالي تفيد بأن الاتفاق يقترب.

وقال كبير المفاوضين التجاريين الصينيين، لي تشنغ غانغ، للصحفيين إن واشنطن وبكين توصلتا إلى «توافق أولي».

وأكد وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، أن هناك 174 إطار عمل ناجحا للغاية».

من ناحيته، أعرب ترمب نفسه عن ثقته، قائلا إن المسؤولين الصينيين «يريدون إبرام صفقة، ونحن نريد إبرام صفقة».

محاولات تقريب

قبل المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في العاصمة الماليزية كوالالمبور، مطلع الأسبوع الحالي، التقى المفاوضون الأميركيون والصينيون أربع مرات هذا العام - في جنيف في مايو/أيار، ولندن في يونيو/حزيران، وستوكهولم في يوليو/تموز، ومدريد في سبتمبر/أيلول - لكنهم لم يتمكنوا إلا من التوصل إلى هدنة لتجنب تصعيد الرسوم الجمركية و«إطار عمل» غامض للصفقة، دون أي شيء جوهري.

وعندما تصاعدت التوترات الجديدة في وقت سابق من هذا الشهر، هدد ترمب بفرض رسوم جمركية أخرى بنسبة 100% على المنتجات الصينية في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني - بالإضافة إلى رسوم جمركية مرتفعة بالفعل بلغت 6ر57%، وفقًا لحسابات تشاد باون من معهد بيترسون للاقتصاد الدولي.

ولكن في إشارة إلى أن البلدين يحرزان تقدمًا، قال بيسنت الأحد في برنامج «واجه الأمة» على قناة (سي.بي.سي) إن فرض رسوم عقابية تزيد على 99%  «غير وارد عمليًا» مع استمرار المحادثات مع الصين.

لقاء مرتقب

والأحد، عبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن ثقته في التوصل إلى اتفاق مع نظيره الصيني، وذلك بعد أن اختتم كبار المسؤولين الاقتصاديين من كلا البلدين مناقشات على مدى يومين لتهدئة الحرب التجارية.

ووصل ترمب إلى ماليزيا، الأحد، لحضور قمة آسيان، وهي محطته الأولى في جولته الآسيوية التي تستمر 5 أيام، ومن المتوقع أن تختتم بلقاء مباشر مع شي جين بينغ في كوريا الجنوبية في 30 أكتوبر/ تشرين الأول.

وبعد المحادثات التي جرت بين الجانبين، أبدى ترمب نبرة إيجابية، قائلًا «أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق مع الصين».

وألمح ترمب إلى احتمال عقد اجتماعات مع نظيره الصيني في الصين والولايات المتحدة.

وقال «اتفقنا على اللقاء. سنلتقي بهم لاحقا في الصين، وسنلتقي في الولايات المتحدة، إما في واشنطن أو في مار إيه لاجو».

وتراجعت بكين وواشنطن عن معظم رسومهما الجمركية على سلعهما المتبادلة بموجب هدنة تجارية من المقرر أن تنتهي في العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.