نفى الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو، اليوم السبت، مزاعم التعصب الديني ودافع عن جهود الدولة الواقعة في غرب أفريقيا لحماية الحريات الدينية، وذلك بعد يوم من قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب إضافة نيجيريا إلى قائمة مراقبة أميركية بسبب ما وصفها بأنها تهديدات للمسيحيين.
وقال تينوبو في بيان «وصف نيجيريا بأنها غير متسامحة دينيا لا يعكس واقعنا الوطني، ولا يأخذ في الاعتبار الجهود المتواصلة والصادقة التي تبذلها الحكومة لحماية حرية الدين والمعتقدات لجميع النيجيريين»، مشيرا إلى «الضمانات الدستورية لحماية المواطنين من جميع الأديان».
مكافحة التطرف
وتعهدت وزارة الخارجية النيجيرية في بيان منفصل بمواصلة مكافحة التطرف. وقالت الوزارة إنها تأمل أن تظل واشنطن حليفا وثيقا، مضيفة أنها «ستواصل الدفاع عن جميع المواطنين، بغض النظر عن العرق أو العقيدة أو الدين. وعلى غرار أميركا، ليس لنيجيريا خيار سوى الاحتفاء بالتنوع الذي يمثل أعظم نقاط قوتنا».
وأعلن ترمب أمس الجمعة إدراج نيجيريا، أكبر منتج للنفط في أفريقيا وأكثرها سكانا، على قائمة «الدول المثيرة للقلق بشكل خاص»، وهي الدول التي تصنفها واشنطن على أنها ضالعة في انتهاكات للحريات الدينية.
وتضم القائمة الصين وميانمار وكوريا الشمالية وروسيا وباكستان.
وكان الرئيس الجمهوري قد أدرج نيجيريا في القائمة خلال فترة ولايته الأولى، لكن خليفته الديمقراطي جو بايدن أزالها من قائمة وزارة الخارجية الأميركية في عام 2021.
وكتب ترمب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أمس الجمعة دون تفاصيل «تواجه المسيحية تهديدا وجوديا في نيجيريا. آلاف المسيحيين يُقتلون. الإسلاميون المتشددون مسؤولون عن هذه المذبحة الجماعية».
أعمال عنف
وتضم نيجيريا أكثر من 200 مجموعة عرقية تعتنق المسيحية والإسلام وديانات أخرى وتتمتع بتاريخ طويل من التعايش السلمي إذ تنتشر المساجد والكنائس في مدنها.
لكنها شهدت أيضا أعمال عنف تتداخل فيها الخلافات الدينية أحيانا مع مصادر خلاف أخرى مثل الانقسامات العرقية أو الصراع على الأراضي وموارد المياه الشحيحة.
وعلى مدى 15 عاما، روعت جماعة بوكو حرام المسلحة الإرهابية أيضا شمال شرق نيجيريا في تمرد أدى إلى مقتل عشرات الآلاف معظمهم من المسلمين.
وطلب ترمب من لجنة المخصصات في مجلس النواب دراسة هذه المسألة وتقديم تقرير له. وفي وقت سابق من هذا العام، عقدت لجنة فرعية في الكونجرس الأميركي جلسة استماع حول مقتل مسيحيين في نيجيريا.
وكتب رئيس لجنة المخصصات النائب توم كول في منشور على منصة إكس أمس الجمعة أن هذا التصنيف «يبعث برسالة قوية: الولايات المتحدة لن تتجاهل اضطهاد المسيحيين».