قالت صحيفة «ذا أتلانتيك» الأميركية، مساء اليوم الخميس، إن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي ، يعتزم في المرحلة المقبلة من محادثات إنهاء الحرب في أوكرانيا، وضع حدٍّ للقضية الأكثر إثارةً للجدل وهي مطلب روسيا بسيادة روسية على أراض أوكرانية.
وقال كبير المفاوضين الأوكرانيين، أندريه يرماك، في مقابلة مع الصحيفة الأميركية إنه طالما بقي رئيسًا للبلاد، فلن يوافق زيلينسكي على التنازل عن الأراضي مقابل السلام، وأضاف يرماك، الذي شغل منصب رئيس أركان زيلينسكي والمفاوض الرئيسي والمساعد الأقرب له طوال الحرب الشاملة مع روسيا: «لن يوقع أي شخص عاقل اليوم على وثيقة للتخلي عن الأراضي».
وتابع المسؤول الأوكراني قائلا «لا ينبغي لأحد أن يتوقع منا التنازل عن أي أراضٍ. لن يتنازل عن أي أراضٍ، «الدستور يحظر ذلك. لا يمكن لأحد فعل ذلك إلا إذا أراد أن يخالف الدستور الأوكراني والشعب الأوكراني».
وقالت الصحيفة الأميركية إنه فيما يتعلق بمسألة الأرض، فإن أوكرانيا مستعدة لمناقشة تحديد حدود السيطرة على الأراضي التي تقع تحت سيطرة الأطراف المتحاربة فقط. وقال يرماك: «كل ما يمكننا التحدث عنه واقعيًا الآن هو تحديد خط التماس. وهذا ما نحتاج إلى فعله».
اجتماع أوكراني–أميركي
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس إن الوفدين الأوكراني والأميركي سيجتمعان قريبا للعمل على صيغة خضعت للنقاش في محادثات بجنيف تستهدف إحلال السلام وتوفير ضمانات أمنية لكييف.
وأضاف في كلمته المسائية المصورة «سيجتمع فريقنا مع ممثلين أميركيين في نهاية هذا الأسبوع لمواصلة تقريب (المواقف بشأن) النقاط التي توصلنا إليها نتيجة (المحادثات في) جنيف في شكل يقودنا على طريق السلام والضمانات الأمنية».
وأردف «سيكون هناك اجتماع للوفدين. وسيكون الوفد الأوكراني مستعدا استعدادا جيدا وسيركز على العمل الهادف».
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، أنّ موسكو ستوقف العمليات العسكرية في أوكرانيا إذا وافقت قوات كييف على الانسحاب من الأراضي التي تطالب بها روسيا.
وقال بوتين خلال مؤتمر صحافي في بشكيك، عاصمة قرغيزستان: «إذا غادرت القوات الأوكرانية الأراضي المحتلة، سنوقف القتال. إذا لم تغادر، سنطردها بالقوة العسكرية».
ولم يُحدّد بوتين ما إذا كان يشير فقط إلى إقليمي دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا، اللذين يعتبران أولوية للكرملين، أو أيضًا إلى منطقتي خيرسون وزابوريجيا في الجنوب.
وأعلنت روسيا في أيلول/سبتمبر 2022 ضمّ هذه المناطق الأربع، التي لا تسيطر عليها بشكل كامل.
ونصّت النسخة الأولى من مقترح السلام الذي قدّمته الولايات المتحدة على تنازل كييف عن منطقتي دونيتسك ولوغانسك لموسكو، وقد اعتبرها كثيرون في كييف بمثابة استسلام.
تم تعديل النص مذاك بعد مشاورات مع أوكرانيا، التي سبق أن اعتبرت التخلي عن أراضٍ «خطًا أحمر».
ومن المتوقع أن يصل المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى موسكو الأسبوع المقبل لمناقشة المقترح مع مسؤولين روس.
وأكد الرئيس فلاديمير بوتين، الخميس أيضًا، أنّ بلاده لا نية لديها لمهاجمة الاتحاد الأوروبي، لكنه أشار إلى أنّ موسكو أعدّت «إجراءات رد» اقتصادية في حال مصادرة الأصول الروسية المجمّدة في التكتل.
إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، اليوم الخميس، إن زيارة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف، لا تزال قائمة.
وأضاف ريابكوف، للصحفيين، ردا على سؤال حول ما إذا كانت زيارة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لا تزال سارية، «ليس هناك ما يدعو للتشكيك في هذا الأمر»، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.
الخطة الأميركية
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي، أن الجانب الروسي مستعد للعمل مع أي شيء يحضره المبعوث الأميركي الخاص إلى روسيا.
وقال ريابكوف للصحفيين، ردا على سؤال بشأن ما إذا كانت روسيا تتوقع أن يحمل ويتكوف، النسخة المحدثة من الخطة الأميركية للتسوية في أوكرانيا إلى موسكو: «كل ما كان ينبغي نشره حول هذا الموضوع تم أمس من خلال مساعد الرئيس والمتحدث باسم الرئيس، هذه ليست أول زيارة للسيد ويتكوف إلى موسكو، سنعمل مع أي مقترحات يقدمها».
وأضاف ريابكوف «لا يزال هناك غموض حول كيفية انتهاء مناقشات جنيف، وحول دور القوى الهدامة المتأججة في الاتحاد الأوروبي، والتي حاولت وما زالت تحاول عرقلة أي تقدم. سنرى ما سيقدّمه، ثم سنعمل على ذلك».
