تزامن ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على بلدة بيت جن في جنوب سوريا، مع تظاهرات شهدتها البلاد احتفالا بذكرى انطلاق معركة الوحدة الوطنية، اليوم الجمعة.
وقالت وسائل إعلام رسمية سورية إن 13 شخصا قتلوا في هجوم إسرائيلي في جنوب سوريا، اليوم الجمعة، فيما اتهمت دمشق إسرائيل بشن «اعتداء إجرامي» على إحدى القرى وقالت إسرائيل إن قواتها تعرضت لإطلاق نار خلال عملية لاعتقال مسلحين.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 6 عسكريين أصيبوا، منهم 3 بإصابات خطيرة، بنيران مسلحين خلال اشتباك في قرية «بيت جن» جنوب سوريا.
فعاليات شعبية
في الأثناء، شهدت المحافظات السورية، فعاليات شعبية بمناسبة ذكرى انطلاق معركة الوحدة الوطنية ورفض تقسيم البلاد ورفض والاعتداءات الإسرائيلية.
وأكد المشاركون في الفعاليات تمسكهم بوحدة الأراضي السورية ورفض كل أشكال التقسيم والمشاريع الانفصالية، منددين بالاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، ومشددين على تضامنهم مع أهالي بلدة «بيت جن» بريف دمشق التي تعرضت فجر اليوم لعدوان إسرائيلي غادر.
وبين المشاركون أن جرائم الاحتلال الإسرائيلي لن تزيد السوريين إلا تمسكاً بحقوقهم ووحدتهم في وجه كل ما يهدد أمن واستقرار وسيادة سوريا أو يعرقل مسيرة البناء التي انطلقت منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وأوضح المشاركون أن الاحتفال بذكرى انطلاق معركة التحرير «ردع العدوان» هو تأكيد على تلاحم أبناء الشعب السوري في الدفاع عن سيادة البلاد واستقرارها وعلى الوفاء لدماء الشهداء، وتجديدٌ للعهد بأن وحدة الأرض والشعب ستبقى عصية على دعاة الفتنة والتفرقة مهما بلغت الصعوبات والتحديات.
أعنف الحوادث
وتشير حصيلة القتلى والجرحى إلى أن الهجوم الإسرائيلي في منطقة «بيت جن» تحول إلى واحدة من أعنف الحوادث من نوعها منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد قبل عام.
وتوغلت إسرائيل منذ ذلك الحين مرارا في جنوب سوريا فيما تقول إنه لأهداف منها إبعاد المسلحين عن الحدود.
وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات نفذت عملية لاعتقال مشتبه بهم ينتمون إلى تنظيم مسلح أطلق الصواريخ على إسرائيل من لبنان خلال الحرب على غزة، واتهمهم بالضلوع في «مخططات إرهابية».
ووصف الجيش الإسرائيلي الهجوم بأنه جزء من العمليات الاعتيادية التي يقوم بها في المنطقة منذ شهور.
الوحدة الوطنية
وكان الرئيس الانتقالي أحمد الشرع توجه يوم أمس برسالة تهنئة إلى الشعب السوري بهذه الذكرى داعياً إياه بجميع أطيافه للنزول إلى الساحات والميادين للتعبير عن فرحتهم بهذه المعركة العظيمة وإظهار اللحمة والوحدة الوطنية.
يُذكر أن معركة التحرير «ردع العدوان» انطلقت في 27 من نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، وانتهت في 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي بتحرير سوريا من نظام بشار الأسد.
وعبرت إسرائيل عن شكوكها العميقة تجاه الحكومة السورية الجديدة التي يقودها الرئيس المؤقت أحمد الشرع القائد السابق لفصيل كان مرتبطا بتنظيم القاعدة، وأعلنت رغبتها في أن يكون جنوب سوريا خاليا من السلاح.
والتقى مسؤولون سوريون وإسرائيليون ست مرات لإجراء محادثات بوساطة الولايات المتحدة بشأن اتفاق أمني يهدف إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة الحدودية، لكن المفاوضات توقفت منذ سبتمبر/ أيلول.
وأكد أحمد الشرع أن سوريا لا تشكل تهديدا لأي دولة في المنطقة أو العالم.
وتدخلت إسرائيل عسكريا عدة مرات تحت هدف معلن هو حماية أفراد الأقلية الدرزية في سوريا، لا سيما خلال أعمال العنف في محافظة السويداء في يوليو تموز، والتي اندلعت بين مقاتلين بدو من السنة وقوات حكومية من جهة ومقاتلين دروز من الجهة الأخرى.
ونشرت إسرائيل قوات ومعدات عسكرية في جنوب البلاد متجاوزة المنطقة العازلة التي تعود لعام 1974 بما في ذلك نقطة المراقبة الاستراتيجية في جبل الشيخ.
