أُجلي أكثر من 400 ألف تايلاندي من مناطق حدودية مع كمبوديا منذ استئناف الاشتباكات الأحد بين البلدين المجاورين في جنوب شرق آسيا، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الأربعاء.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع التايلاندية سوراسانت كونغسيري في مؤتمر صحافي «نُقل أكثر من 400 ألف شخص إلى ملاجئ» وذلك بعد حصيلة أولية للحكومة التايلاندية أفادت بإجلاء 180 ألفا.
وأضاف «اضطر المدنيون للإخلاء الجماعي بسبب ما اعتبرناه تهديدا وشيكا لسلامتهم».
أُجلي أكثر من مئة ألف كمبودي من مناطق حدودية مع تايلاند منذ استئناف الاشتباكات الأحد بين البلدين المجاورين في جنوب شرق آسيا، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الكمبودية الأربعاء.
وقالت الناطقة باسم وزارة الدفاع مالي سوتشياتا«في المجموع، أُجليت 20105 عائلات، أو 101229 شخصا، إلى ملاجئ وأقارب في خمس مقاطعات».
ويتبادل الطرفان الاتهامات بشأن استئناف الاشتباكات مساء الأحد، بعد أقل من شهرين على اتفاق لوقف إطلاق النار توسّط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وتتنازع تايلاند وكمبوديا منذ فترة طويلة على ترسيم أجزاء من حدودهما الممتدة على طول 800 كيلومتر، والتي يعود تاريخها إلى مرحلة الاستعمار الفرنسي.
واشنطن قلقة
وأعربت وزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء عن قلق واشنطن إزاء استمرار القتال وسقوط قتلى ومصابين على الحدود بين كمبوديا وتايلاند، وذلك مع احتدام الاشتباكات بين البلدين لليوم الثاني.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في بيان «ندعو حثيثا إلى الوقف الفوري للأعمال القتالية وحماية المدنيين وعودة الطرفين إلى إجراءات التهدئة المنصوص عليها في اتفاقات كوالالمبور للسلام المبرمة في 26 أكتوبر/تشرين الأول».
أعلن الجيش التايلاندي، الثلاثاء، مقتل جنديين في المواجهات الحدودية مع كمبوديا، ما يرفع حصيلة القتلى في صفوف العسكريين إلى ثلاثة جنود منذ استئناف المعارك الأحد بين الدولتين الواقعتين في جنوب شرق آسيا.
وأفاد الجيش في بيان «قتل ثلاثة جنود بالإجمال، واحد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول واثنان في التاسع منه».
يأتي هذا في وقت قالت فيه تايلاند إنها ستتخذ إجراءات لطرد القوات الكمبودية من أراضيها، مع تجدد القتال بين الجارتين في جنوب شرق آسيا على الحدود المتنازع عليها.
وألقى كل طرف باللوم على الآخر في الاشتباكات، التي عرقلت وقف إطلاق النار الهش الذي توسط فيه الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، وأنهى قتالا دام خمسة أيام في يوليو /تموز.
وقالت وزارة الدفاع الكمبودية إن اثنين من المدنيين قُتلا خلال الليل، مما يرفع العديد القتلى إلى ستة. ولقي كذلك جندي تايلاندي حتفه في القتال.
«تهديد للسيادة»
وقالت البحرية التايلاندية في بيان صباح الثلاثاء إنه تسنى رصد قوات كمبودية داخل الأراضي التايلاندية في مقاطعة ترات الساحلية قبل إطلاق عمليات عسكرية لطردها، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وقال رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيه في وقت متأخر من أمس الإثنين إن تايلاند «يجب ألا تستخدم القوة العسكرية لمهاجمة القرى المدنية بحجة استعادة سيادتها».
وفي وقت سابق، قالت كمبوديا إنها لم ترد حتى بعد تعرض قواتها لهجوم مستمر.
وقالت القوات البحرية التايلاندية إن القوات الكمبودية تزيد من وجودها وتنشر القناصة والأسلحة الثقيلة وتعزز مواقعها المحصنة والخنادق، مضيفة أنها ترى في هذه الأعمال «تهديدا مباشرا وخطيرا لسيادة تايلاند».
