أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، أنه هاجم ثلاثة عناصر من حزب الله في مناطق متفرقة بجنوب لبنان، بعد محاولتهم إعادة بناء البنية التحتية للحزب، معتبرًا أن نشاطهم «انتهاك للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان»، على حدّ زعم البيان.
وأضاف جيش الاحتلال أنه «سيواصل العمل على إزالة أي تهديد وحماية دولة إسرائيل».
مخاوف من انفجار الأوضاع
وتسود حالة من الترقب إقليميًا ودوليًا، تخوفًا من انجراف الأمور نحو عملية عسكرية إسرائيلية واسعة في لبنان أو اجتياح جديد، في ظل تعقّد المشهد. ويصرّ حزب الله على عدم التخلي عن سلاحه ما لم تنسحب إسرائيل من خمسة مواقع تحتلها في جنوب لبنان، فيما تطالب الولايات المتحدة وإسرائيل بنزع سلاح الحزب.
وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي، اليوم الأحد، عن ضغوط أميركية لكبح العمليات الإسرائيلية ضد حزب الله في لبنان.
وأوضح الموقع أن الولايات المتحدة تمنع إسرائيل من شن عملية عسكرية واسعة لاستهداف عناصر حزب الله وبُنى تحتية عسكرية في بيروت.
ولفت إلى أن إسرائيل تلجأ إلى عمليات «مُقلَّصة وعينية» في جنوب لبنان عبر الجو والبر، في أعقاب الضغط الأميركي لمنع التصعيد.
وأوضح التقرير أنه «تحت الضغط الأميركي، تتجه إسرائيل إلى خيار بديل: عمليات محدودة ودقيقة من الجو والبر، مع التركيز على جنوب لبنان وليس على بيروت».
ونقل «واللا» عن مصادر عسكرية قولها إن «المستوى السياسي يخشى نشوب توتر مع الإدارة الأميركية» في حال الذهاب إلى خيار التصعيد في لبنان.
وأضاف الموقع أن قادة المنظومة الأمنية الإسرائيلية دعموا خيار الذهاب إلى مواجهة عسكرية مكثفة ضد حزب الله تستمر لأيام، بهدف منع الحزب من إعادة بناء وتأهيل صفوفه وقواته.
إلا أن هذا الخيار لا يتوافق مع موقف كبار المسؤولين الأمنيين، الذين يقولون إنه يجب شن عملية واسعة النطاق لإضعاف قدرات حزب الله، والذين اعتبروا أنه يسعى إلى استعادة قوته.
عمليات مستمرة
وبحسب الموقع، فقد اغتالت إسرائيل 28 عنصرًا من حزب الله منذ بداية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بينهم 15 شخصًا على الأقل من «قوة الرضوان».
وتشير بيانات القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي إلى أن 23 غارة جوية وعملية برية أسفرت عن تدمير بنية حزب الله التحتية وأصوله، بما في ذلك مستودعات أسلحة «مع التركيز على مستودعات صواريخ بمختلف مداها»، ومواقع إطلاق صواريخ، ومجمعات تدريب وتمارين تابعة لقوة الرضوان.
قاسم: لن نتخلى عن السلاح
وقال أمين عام حزب الله، نعيم قاسم، أمس السبت، إن حصر السلاح بالصيغة المطروحة حاليًا يمثل مطلبًا أميركيًا وإسرائيليًا و«إعدامًا للبنان».
وأكد قاسم أن «المطلوب منا كمقاومة هو مواجهة العدوان وليس منعه»، مضيفًا: «المقاومة لا تُطالَب بمنع العدوان، ولكن هل هي مستعدة لمواجهة العدوان؟ هذه هي وظيفتها».
وشدد على أن «سلاح المقاومة بسيط ولا يُقارن بحجم تسليح إسرائيل».
وأكد أن لبنان طبّق اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل، وأن ما تقوم به إسرائيل يُعد استمرارًا للعدوان على البلاد.
وأضاف: «علينا تقييم المرحلة الحالية والحكم على من يطبق بنود الاتفاق»، معتبرًا أن «العدوان الإسرائيلي خطر على لبنان والحزب».
وأشار إلى أن وظيفة الدولة والجيش هي تحرير البلاد وردع العدوان، فيما تتمثل وظيفة المقاومة في «مساعدة الدولة».
وشدد قاسم على تمسّك الحزب بسلاحه، قائلًا: «ليعلموا أننا سندافع، ولن يُنزع السلاح ولو اجتمعت الدنيا على لبنان»، مضيفًا: «هذا موقفنا ولن نتزحزح عنه، وهذا موقف وطني لا يحتاج إلى شهادة».
