بدعم أميركي.. أوروبا تقترح قيادة «قوة متعددة الجنسيات» بأوكرانيا

اقترح قادة الدول الأوروبية، اليوم الإثنين، نشر «قوة متعددة الجنسيات» في أوكرانيا بقيادة أوروبية ودعم الجيش الأوكراني «بشكل مستدام»، على أن يُحدَّد عديده بـ800 ألف عنصر، وذلك وفق بيان مشترك صدر في برلين.

وأشار القادة الأوروبيون إلى أن هذه القوة ستكون «مؤلفة من مساهمات دول متطوّعة، ومدعومة من الولايات المتحدة» التي ستتولى الإشراف على «آلية لمراقبة وقف إطلاق النار والتحقّق منه».

وحضّ القادة الأوروبيون روسيا على القبول بـ«وقف لإطلاق النار».

وقال القادة الأوروبيون، في بيان مشترك بعد اجتماعهم في محادثات سلام في برلين اليوم الاثنين، إن القرارات بشأن احتمال تقديم تنازلات بشأن الأرض لا يمكن أن يتخذها سوى شعب أوكرانيا وبعد ضمانات أمنية قوية.

وذكر البيان أن من الضمانات الأمنية التي تم الاتفاق عليها اليوم وجود قوة بقيادة أوروبية تسهم فيها الدول الراغبة في ذلك، والتي ستساعد "في تأمين سماء أوكرانيا، وفي تعزيز الأمن في البحار، بما في ذلك من خلال العمل داخل أوكرانيا".

وقال مسؤول مطلع إن المفاوضين الأميركيين أبلغوا أوكرانيا خلال محادثات السلام في برلين بأنها لا بد أن توافق على سحب قواتها من منطقة دونيتسك في الشرق في إطار أي اتفاق لإنهاء الحرب المستمرة منذ أربع سنوات.

وذكر المصدر، متحدثا شريطة عدم كشف هويته، أن كييف طلبت إجراء مزيد من المحادثات. وقال مصدر ثان مطلع على المحادثات إنه لا تزال هناك عقبات كبيرة يجب تخطيها من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن مسألة الأراضي. 

واختتم المفاوضون الأوكرانيون والأمريكيون ثاني أيام المحادثات في العاصمة الألمانية برلين.

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للصحفيين في وقت لاحق اليوم أن الخلافات لا تزال مستمرة، ووصف مسألة التنازل عن الأراضي بأنها «مؤلمة».

وقال "لأتحدث بصراحة، لا تزال مواقفنا مختلفة"، لكنه أضاف أنه يعتقد بأن الوسطاء الأمريكيين سيسهمون في التوصل إلى حل وسط.

وذكر أن مفاوضي كييف سيواصلون التشاور مع نظرائهم الأميركيين، مشيرا إلى أن أوكرانيا بحاجة إلى فهم واضح لمسألة الضمانات الأمنية، بما في ذلك مراقبة وقف إطلاق النار، قبل اتخاذ أي قرار يتعلق بخطوط المواجهة في الحرب.

وأردف «لا أعتقد أن (الولايات المتحدة) تطالب بأي شيء».

اجتماعات في برلين

وبدأت في برلين اليوم الإثنين جولة ثانية من المحادثات مع نظرائهم الأميركيين بشأن مسودة خطة لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.إحراز تقدم حقيقي

جدير بالذكر أن كبير المفاوضين الأوكرانيين، رستم عمروف، تحدث اليوم عن إحراز تقدم حقيقي في المحادثات مع الولايات المتحدة، حول الخطة الهادفة الى إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.

صرح بذلك عقب اجتماع مغلق في العاصمة الألمانية برلين.

وكتب رستم عمروف على منصة إكس «المفاوضات بين أوكرانيا والولايات المتحدة كانت بناءة ومثمرة، مع إحراز تقدم حقيقي. نأمل أن نتوصل الى اتفاق يقرّبنا من السلام بحلول نهاية هذا اليوم».

وبحسب رويترز، قال كبير المفاوضيين الأوكرانيين إن المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين حققوا «تقدما حقيقيا» في الجولة الثانية من محادثات السلام في برلين بهدف إنهاء الحرب الروسية.

وأضاف:«على مدى اليومين الماضيين، كانت المفاوضات الأوكرانية الأمريكية بناءة ومثمرة، مع تحقيق تقدم حقيقي».

واستكمل: «يعمل الفريق الأمريكي بقيادة ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر بشكل بناء للغاية لمساعدة أوكرانيا على إيجاد طريق لاتفاق سلام دائم».

زيلينسكي وميرتس

وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن المحادثات بين مفاوضي السلام الأمريكيين والأوكرانيين لم تكن سهلة، لكنها كانت مثمرة، وإن روسيا تستخدم

هجماتها على أوكرانيا كوسيلة ضغط في تلك المحادثات.

وأضاف زيلينسكي، متحدثا في منتدى أعمال في برلين، أنه لم تَسلَم محطة طاقة واحدة في أوكرانيا من الضربات الروسية على منظومة الطاقة في البلاد.

وأوضح أن مسألة الأراضي لا تزال قضية شائكة في محادثات السلام لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، لكنه عبر عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة ستساعد كييف في التوصل إلى حل وسط.

وأضاف في حديثه للصحفيين في برلين أن أوكرانيا مستعدة للعمل العادل الذي يؤدي إلى اتفاق سلام قوي، وأن مفاوضي كييف سيواصلون التحدث إلى نظرائهم الأميركيين.

وقال المستشار الألماني فريدريش ميرتس، إن فرصة التوصل إلى عملية سلام حقيقية بخصوص الحرب الأوكرانية أصبحت الآن أقرب من أي وقت مضى منذ بدء الغزو الروسي الشامل في عام 2022، مضيفا أن الولايات المتحدة قدمت ضمانات أمنية "كبيرة".

وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد ساعات من المحادثات مع المفاوضين الأمريكيين«ما وضعته الولايات المتحدة على الطاولة هنا في برلين من ضمانات قانونية ومادية كبير حقا».

وأردف «تظل تسوية مسألة الأراضي قضية أساسية... فالشعب الأوكراني والرئيس الأمريكي والرئيس الأوكراني، الذي يدافع هنا عن أراضيه، هم فقط من يمكنهم إعطاء إجابة... أوكرانيا فقط هي التي يمكنها أن تقرر بشأن التنازل عن أراض. لا شروط ولا استثناءات».