ترمب: فنزويلا محاصرة بالكامل بأكبر أسطول في تاريخ أميركا الجنوبية

أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فجر اليوم الأربعاء، بفرض حصار كامل وشامل على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تدخل وتخرج من فنزويلا.

وقال ترمب إن فنزويلا محاصرة بالكامل بأكبر أسطول بحري في تاريخ أميركا الجنوبية، مؤكدا أنها ستتلقى صدمة غير مسبوقة.

وأضاف الرئيس الأميركي أن الأسطول البحري المحيط بفنزويلا سيزداد حجما، مشيرا إلى أنه تم تصنيف النظام الفنزويلي كمنظمة إرهابية أجنبية.

كان ترمب قد قال الإثنين قبل الماضي، لموقع «بوليتيكو»، إن «أيام مادورو معدودة»، وامتنع عن استبعاد احتمال تنفيذ غزو بري لفنزويلا.

وتقول إدارة ترمب إن بقاء مادورو في السلطة غير شرعي، وإنه زوّر نتائج انتخابات يوليو/تموز 2024.

ويرى مادورو، الوريث السياسي للزعيم اليساري الراحل هوغو تشافيز، أن الولايات المتحدة ماضية في السعي لتغيير النظام، وتريد الاستحواذ على احتياطات فنزويلا النفطية.

فنزويلا تندد بالاستيلاء على ناقلة نفط

وندّدت فنزويلا أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مساء الثلاثاء ب«سرقة» ناقلة نفط في 10 كانون الأول/ديسمبر استولت عليها الولايات المتحدة خلال عملية عسكرية نُفذت كجزء من انتشارها في منطقة البحر الكاريبي.

وتمارس إدارة الرئيس دونالد ترمب ضغوطا متزايدة على فنزويلا منذ أشهر عبر تعزيزات عسكرية بحرية مصحوبة بضربات مميتة على قوارب تتّهمها الولايات المتحدة بأنها تستخدم في تهريب المخدرات، ما أسفر عن مقتل 95 شخصا على الأقل.

من جهته، اعتبر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن الانتشار العسكري الأميركي على مسافة قريبة من بلاده هو جزء من خطة لإطاحته و«سرقة» النفط الفنزويلي الوفير تحت ستار عملية مكافحة المخدرات.

والأسبوع الماضي، استولت القوات الأميركية أيضا على ناقلة نفط فنزويلية اتهمتها بأنها كانت تنقل نفطا من السوق السوداء في انتهاك للحظر الأميركي. وقالت واشنطن إنها تعتزم الاحتفاظ بالشحنة.

وفي رسالة إلى الدبلوماسي السلوفيني صامويل زبوغار الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حضت كراكاس المجلس على إدانة ما وصفته بأنه عمل «قرصنة برعاية دولة، واستخدام غير مشروع للقوة العسكرية ضد سفينة خاصة، وسرقة شحنة ناتجة عن تجارة دولية مشروعة».

كما طلبت من الولايات المتحدة الإفراج عن أفراد طاقم السفينة «المختطفين».

وتنتج فنزويلا التي تملك أكبر احتياطات نفطية في العالم، حوالى مليون برميل من النفط يوميا، لكنها تواجه منذ العام 2019 حظرا يجبرها على بيعه في السوق السوداء بأسعار مخفضة.

حلفاء فنزويلا يدعمون رئيسها

وعبّر الحلفاء الإقليميون لفنزويلا عن دعمهم للحكومة خلال قمة عُقدت الأحد، منددين باحتجاز إدارة الرئيس ترمب لناقلة نفط الأسبوع الماضي.

ويُمثل احتجاز ناقلة النفط «سكيبر» قبالة سواحل فنزويلا يوم الأربعاء الماضي أول عملية احتجاز أميركية لشحنة نفط فنزويلية منذ فرض العقوبات الأميركية عام 2019.

وجاء هذا الدعم للرئيس نيكولاس مادورو، خلال اجتماع عبر الإنترنت لتحالف ألبا اليساري الذي يضم دول الكاريبي وأمريكا اللاتينية، في ظل تصاعد الحشد العسكري الأميركي في جنوب الكاريبي.

وقال الرئيس الكوبي ميجيل دياز كانيل خلال القمة «تواجه أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي اليوم تهديدات غير مسبوقة في العقود الأخيرة».

وفي إشارة إلى احتجاز الولايات المتحدة لناقلة النفط، قال رئيس نيكاراجوا دانيال أورتيجا، «إنهم لصوص».

قد تمتد آثار هذا الاحتجاز لتشمل المنطقة بأسرها، حيث من المتوقع انخفاض حاد في صادرات النفط الفنزويلية، ما يُعرّض كوبا، التي تُعاني أصلا من ضغط كبير لتوفير الطاقة لشبكتها، لخطر انقطاع الإمدادات.

لا تعترف إدارة الرئيس الأميركي بمادورو الذي يتولى السلطة منذ عام 2013، كزعيم شرعي لفنزويلا. وقد ازداد التوتر في المنطقة مع شنّ الولايات المتحدة غارات جوية دامية على قوارب يُشتبه في تهريبها للمخدرات قبالة السواحل الفنزويلية وفي شرق المحيط الهادي. وقال مادورو إن ترمب يسعى للإطاحة به.

وخلال القمة، دعا مادورو تحالف ألبا إلى مقاومة ما وصفه بالتدخل غير القانوني في المنطقة.

وقال «لن يُكتب لمشروع الاستعمار النجاح. سنكون أحرارا».