وسط تصعيد ميداني.. زيلينسكي يتمسك بـ«دونباس» وأوروبا تعاقب روسيا

تعيش الأزمة الأوكرانية الروسية على وقع تحولات حاسمة، حيث تتداخل المسارات الدبلوماسية في بروكسل وواشنطن مع تصعيد عسكري بين طرفي الصراع، في وقت رسم فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ملامح المرحلة المقبلة بالتمسك بإقليم دونباس والسعي لتعزيز القوات المسلحة لتصل إلى 800 ألف جندي.

تحرك أوكراني

في خطاب اتسم بالصلابة السياسية، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده «ليست مستعدة للانسحاب من إقليم دونباس»، 

ومن المناطق الأوكرانية التي أعلنت روسيا أنها تابعة لها، شبه جزيرة القرم و90% من منطقة دونباس و75% من منطقتي خيرسون وزابوريجيا.

وكشف زيلينسكي، اليوم الخميس، عن جولة مفاوضات حاسمة ستجمع وفوداً أوكرانية وأميركية يومي الجمعة والسبت المقبلين.

وستتركز هذه المباحثات على خطة السلام والضمانات الأمنية التي تطلبها كييف، واتفاقيات تسليح نوعية لتعزيز القدرات الهجومية والدفاعية.

كما تشمل المباحثات رفع الجاهزية البشرية، حيث شدد زيلينسكي على ضرورة ألا يقل تعداد القوات الأوكرانية عن 800 ألف جندي لمواجهة التحديات الراهنة.

«أسطول الظل»

وعلى الجانب الأوروبي، بدا الاتحاد الأوروبي أكثر تصميماً على حسم ملف التمويل؛ حيث أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن قادة الاتحاد لن يغادروا قمة بروكسل المنعقدة، اليوم الخميس، دون التوصل إلى اتفاق مالي.

ودعت فون دير لاين إلى «تشارك المخاطر» في قرض إعادة الإعمار، عبر استخدام الأصول الروسية المجمّدة كمصدر للتمويل.

 وفي ضربة جديدة، فرض التكتل عقوبات على 41 سفينة إضافية من «أسطول الظل» الروسي، ليصل إجمالي السفن المحظورة إلى نحو 600 سفينة، في محاولة لتقويض قدرة موسكو على الالتفاف على العقوبات النفطية.

تصعيد ميداني

ميدانياً، قالت الاستخبارات الأوكرانية إنها حققت خرقاً مهماً باستهداف مطار بيلبيك في شبه جزيرة القرم، مما أسفر عن تدمير أهداف استراتيجية تشمل، طائرة ميغ-31 ومنظومات رادار متطورة ومنظومة الدفاع الجوي، على قول بيان رسمي.

وفي العمق الروسي، أقرّت السلطات في روستوف بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين في هجمات بمسيرات أوكرانية استهدفت ميناء «روستوف أون دون» وسفينة شحن في المنطقة، مما يشير إلى توسيع كييف لنطاق استهداف سلاسل الإمداد الروسية.

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن حصيلة عملياتية واسعة شملت إسقاط 216 مسيرة أوكرانية خلال 24 ساعة. وأكدت موسكو أنها استهدفت مرافق البنية التحتية للطاقة الأوكرانية ومصانع تجميع المسيرات.

أما في زابوريجيا، فقد سجلت السلطات المحلية تنفيذ القوات الروسية لـ 684 ضربة شملت غارات جوية وقصفاً بمسيرات، ما أسفر عن إصابة 35 مدنياً بجروح وألحق دماراً واسعاً في 24 بلدة وقرية، في مؤشر واضح على سياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها موسكو في المناطق القريبة من خطوط التماس.