تبتّلات في محراب صاحبة الجلالة ــ رأي الجديد نيوز

في بلد  الكل فيه صحفيون بالفطرة تكون الكتابة عن الصحافة مضيعة للوقت !

إنه واقع مؤلم ومخجل ... صحافة بعضها أميّ، والبعض الآخر مصلحيّ والبعض الثالث يمارس هوايته فيها كالرقص على الحبلين ... قليل من المنشغلين بها مازال يعضّ على شرفها بالنواجذ ،في زمن شوهت سمعتها  بالبلد ضمن سباق ماراتوني وطني متواصل!

 

من العجائب هنا أن البعض يذرف دموع التماسيح اليوم على ضياع الصحافة، ويدعي أنه يسعى لتحسين واقعها ... متى يستقيم الظل والعود أعوج ؟

 

الصحافة مهنة نبيلة، وليست حانوتا لبيع الولاء السياسي، وتلميع الأشخاص والتزلف لهم، وترويج الإشاعات والنيل من  الأشخاص وإثارة الخصومات .

 

الصحافة تقوم على ثلاث وظائف أساسية: الإخبار والتثقيف والتسلية... فضل الكثيرون بالبلد ممارسة الوظيفة الأولى، مع الخلط بينها أحيانا والتعليق متناسين القاعدة الذهبية  " الخبر مقدس والتعليق حر"! والقاعدة الأخرى :" قيمة الرسالة بحسب قيمة مصدرها ".

 

الوظيفتان الباقيتان مهملتان بشكل كلي، في  ما هو موجود من الصحافة بالبلاد والأسباب وجيهة : ضياع المهنة وغياب أصحابها الأصليين القادرين على التعامل مع تلك الوظائف بمهنية وحرفية.

 

"قاعدة أخرى تعكس نبل المهنة :" كلما كنت مفيدا للناس زاد قدرك " ولكن كيف تكون مفيدا لكل الناس وأنت خصم هنا، ومنتفع هناك، وتعمل في مجالات متعارضة مع الحياد في المهنة أصلا كالسياسة مثلا؟

قاعدة أخرى توضح الأسلوب  المطلوب في الكتابة الصحفية :" الصحفي هو من يحول جحيم الحرب لقطرات ندى ويحول قطرات الندى للظى الحرب"!

 

وأخرى تقول: "الصحفي الحقيقي هو من يكتب بـ"اللغة الثالثة :  لغة ليست معجمية ولاسوقية، أي أنها لغة جميلة ومهذبة الألفاظ، ومفهومة من طرف الجميع .

 

 من اهم صفات الصحفي أنه هو من :" يمتلك صرامة الفيلسوف في الأحكام والتقييم ودقة رجل القانون في استقبال وتقديم المعلومات، وطراوة أسلوب الأديب في الكتابة".

 

ختاما : سأل أحد أساتذة الإعلام طلبته في آخر حصّة معه حول ميثاق شرف المهنة؛ وكانوا راشدين: "هل فيكم من وجد امرأة فقدت شرفها واستردته؟؟ فأجابوا : (لا) فقال ذلكم هو شرف مهنة الصحافة ". 

كلمة الجديد .. زاوية يومية يكتبها "تحرير الموقع"