قال وزير الثقافة والفنون والاتصال الحسين ولد مدو خلال احتفالية تخليد عيد الصحافة الدولي، إن الحكومة ستواصل دعم حرية الصحافة وتكريس الشفافية وبناء إعلام وطني حر مهني ومسؤول ".
وعد كبير وحلم للجميع، بعد عقود عجاف من تمييع الإعلام وتدجينه وتغييب تعدديته في العقود الأربعة منذ الاستقلال .
بناء إعلام وطني حر ومهني مسؤولية كبيرة، تحتاج لشروط عديدة لايتوفر منها لكثير في البيئة الحالية للاعلام في بلادنا .
ولعل من أهم تلك الشروط على سبيل المثال لا الحصر:
ــ عودة جيل الرواد من الخارج والاستفادة من خبرتهم، وهم الذين يعملون في بيئات تطّور قدراتهم وتوفر لهم أحسن الظروف.
ــ تنظيف الساحة الإعلامية من دخلاء المهنة -وما أكثرهم- وليست البطاقة الصحفية كافية لذلك باعتبار الفوضى هي السائدة واللوبيات متحكمة في مفاصل الساحة الإعلامية الوطنية.
ــ مشكل التمويل فلايمكن بناء إعلام جاد دون مصادر تمويل "دائمة" ولا شروط لها في الخط التحريري .
ــ مأسسة القطاع الخاص الإعلامي، ومنح العاملين فيه كل الحقوق بعيدا عن الطرق الملتوية التي يتردى في وحلها إعلامنا منذ النشأة.
ــ التكوين الجيد للعاملين في القطاع من خلال إنشاء مؤسسة أكاديمة إعلامية حقيقية، تكوّن صحفيين حسب المعايير العالمية .
ــ إبعاد الإعلام عن التأثيرات الضيقة، كالسياسة والقبلية والجهوية والزبونية والمصلحية لكي تكون له مصداقية .
ــ منح إدارة المؤسسات الإعلامية العامة والخاصة لإعلاميين أكفاء لهم خبرة ناضجة، ومصداقية في الساحة ويتمتعون بالحياد والنزاهة .
ــ إنشاء هيئة إشراف "مجلس أعلى للصحافة" من خيرة أطر الإعلام بالبلد وأكثرها نظافة وحيادا يكونون مكلفين بضبط المشهد الإعلامي والرقابةعليه.
ختاما : إنشاء إعلام وطني حُرّ ومسؤول يقتضي خلق بيئة مناسبة، ولن يتأتى ذلك إلا بتوفير معظم تلك الشروط بل مجتمعة، وهي لعمري مهمة مستحيلة في الواقع الحالي للمهنة الصحافة في بلادنا.