حوادث السير..وباء العصر القاتل ــ رأي الجديد نيوز

لا يكاد يمر يوم  دون أن يعكر صفونا حادث سير  يودي بحياة بعض المواطنين ،وهم في طريقهم إلى أماكن عملهم أو للقاء ذويهم .. 

تحصد حوادث السير سنويا آلاف الضحايا، ولأسباب مختلفة تأتي السرعة في مقدمتها، والجهل التام بقوانين السير وعدم إجراء الفحص الميكانيكي للسيارة وتهالك بعض الطرق... رغم كل ذلك؛ لا توجد حلول ناجعة للقضاء التام على هذه الأسباب، التي تؤدي إلى حوادث كارثية قد تقضي بلا إنذار على حياة أسر بأكملها أو تحيل رجالا كانوا مُعيلين إلى مُعوقين عَالة.

تغيب التوعية حول سبل الحد من أسباب الحوادث، باستثناء حملات خجولة لبعض الناشطين على صفحات التواصل الاجتماعي.. مع أن الأمر يستدعي حملات إعلامية وطنية جادة.

حين تزور اليوم قسم الكسور والعظام بالمستشفى الوطني ستجد من الذين كتبت لهم النجاة؛ من يخبرك عن لحظات سوداء في حياته، بقيت محفورة في جدران الذاكرة بما فيها من أهوال ومآسي.

و حين تصادف في زيارتك هذه؛ وصول ضحايا أحد الحوادث، سيصدمك المشهد المهول؛ تتغطى الأرضية بالدماء، و يدوي العويل وتتعالى الصيحات و يكثر الأنين... هذا مُمَدد على سرير وقد غاب عن الوعي، وذاك يعاني آلاما بليغة و تلك مصابة بنزيف حاد.. 

وستسمع جدالا عظيما بين الأطباء وبين من أقلَّ الضحايا من المواطنين المتطوعين، حول الوضعية الخاطئة والخطيرة التي حملوا بها المصابين وأنها لا تراعي النظم المعروفة التي يُتعامل بها مع المصابين في الحوادث.. و ستسمع من يقول إن تأخر مصاب عن المَشْفَى بسبب زحمة السير كان سببا في وفاته...  إنها صورة مصغرة لنتائج حوادث السير!

من الخطأ أن نعتقد باقتصار أضرار حوادث السير على موت الناس والموت لا شك فجيعة، لكن الأضرار كثيرة ومعقدة، فكم من معوق بسبب حادث سير؟ وكم من أسرة فقدت معيلها وهو في رحلة البحث اليومية عن متطلبات الحياة؟ وكم أحالت من سيارات فارهة إلى خردة..

ختاما: وباء العصر المستجد والدائم هو حوادث السير..ومصائبه لا تأتي فرادى..صيانة النفس والمال مطلوبة، فالحوادث كالأوبئة لا تبقي ولا تذر.

كلمة الجديد .. زاوية يومية يكتبها "تحرير الموقع"