سي بي إس: تم إطلاع ترمب على مخاطر وفوائد قصف موقع فوردو النووي

ذكرت شبكة «سي بي إس» أن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، تم إطلاعه على المخاطر والفوائد المترتبة على قصف «فوردو»، الموقع النووي الأكثر تأمينًا في إيران، معتبرًا أن تعطيله ضروري بسبب خطر إنتاج الأسلحة في فترة زمنية قصيرة نسبيًا، حسبما أفادت مصادر متعددة للشبكة.

قال مصدر: «يُعتقد أن الخيارات محدودة. إتمام المهمة يعني تدمير فوردو».

ووافق ترمب على خطط الهجوم على إيران مساء الثلاثاء، لكنه لم يتخذ قرارًا نهائيًا بعد بشأن ما إذا كان سيضرب البلاد وينضم رسميًا إلى الحملة الجوية الإسرائيلية، وفق ما قاله مصدر استخباراتي كبير ومسؤول في وزارة الدفاع لشبكة «سي بي إس» الإخبارية، الأربعاء.

وقالت المصادر إن ترمب امتنع عن اتخاذ قرار بتوجيه ضربة عسكرية لطهران إذا وافقت على التخلي عن برنامجها النووي.

وكانت شبكة «سي بي إس نيوز» قد ذكرت سابقًا أن ترمب يدرس توجيه ضربة إلى فوردو، وهي منشأة لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض. ولم تُنفذ إسرائيل أي ضربات معروفة على فوردو منذ بدء قصف الأهداف النووية والعسكرية الإيرانية أواخر الأسبوع الماضي.

قرار ترمب

أفادت مصادر للشبكة بأن ترمب مستعد لإشراك الولايات المتحدة إذا لزم الأمر لتدمير الموقع. وحتى صباح الخميس، كان لا يزال يراجع خياراته ولم يتخذ قرارًا حاسمًا بشأن أيٍ من الخيارين.

وقال مصدران إنه ناقش لوجستيات استخدام القنابل الخارقة للتحصينات.

ولم يتضح بعد حجم البنية التحتية العسكرية الأميركية اللازمة لشن ضربة، أو الوقت المطلوب لنقل الأصول إلى مواقعها.

وقال مصدران إن أحد الخيارات التي نظر فيها ترمب هو أن تقوم إيران بتعطيل منشأة فوردو بنفسها إذا اختار قادتها ذلك.

ومن المقرر أن يلتقي وزير خارجية المملكة المتحدة، ديفيد لامي، بوزير الخارجية ماركو روبيو في واشنطن في وقت لاحق من يوم الخميس، وفقًا لمسؤول أوروبي، في ظل جهود دبلوماسية نشطة لإيجاد مخرج من الصراع وتقديم عرض لإيران للقبول أو الرفض.

وتحتفظ لندن بسفارتها في طهران، مما يمنح المملكة المتحدة حضورًا بارزًا لا تتمتع به الولايات المتحدة في العاصمة الإيرانية.

ويعلم ترمب بالجهود الدبلوماسية المبذولة، إذ من المقرر أن يجتمع وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، إلى جانب الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في جنيف يوم الجمعة.

وقال مصدران لـ«سي بي إس» إن ترمب اطّلع على تقارير استخباراتية تشير إلى السرعة التي يمكن لإيران أن تنتج بها القنابل.

من جانبه، قال مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، جون راتكليف، في جلسات مغلقة، إن إيران تعتبر قريبة جدًا من امتلاك أسلحة نووية، على الرغم من الموقف الرسمي لمجتمع الاستخبارات بأن القيادة الإيرانية لم تصدر أمرًا رسميًا ببناء قنابل، وفقًا لمصادر متعددة.

وقال أحد المسؤولين الأميركيين إن راتكليف شبّه الادعاء بأن إيران ليست قريبة من ذلك بالقول إن لاعبي كرة القدم الذين وصلوا إلى خط الياردة الواحدة لا يريدون تسجيل هدف.

وقد تم إبلاغ لجان الكونغرس، التي اطّلعها كبار المحللين في وكالة المخابرات المركزية، أن وجهة نظر مجتمع الاستخبارات لا تزال تفيد بأن المرشد الأعلى لم يصدر أي أمر بتسليح إيران، وأن طهران لم تستأنف البحث في آلية تسليم القنبلة النووية.

ورفضت وكالة المخابرات المركزية التعليق.

الأمور تتغير

وقال ترمب للصحفيين، يوم الأربعاء، إنه لم يتخذ قرارًا نهائيًا بشأن توجيه ضربة لإيران.

وأضاف: «أحب أن أتخذ القرار النهائي قبل ثانية واحدة من موعد اتخاذه، لأن الأمور تتغير، خاصة مع الحرب».

وقال في وقت سابق من اليوم: «قد أفعل ذلك. وقد لا أفعله. أعني، لا أحد يعرف ما سأفعله»، مضيفًا أنه يرغب في أن تتفاوض إيران على اتفاق لإنهاء برنامجها النووي.

وقالت إيران - التي تصر منذ فترة طويلة على أن برنامجها مخصص للأغراض السلمية فقط - يوم الأربعاء، إنها «لا تتفاوض تحت الضغط»، وأضافت أنها «سترد على أي تهديد بتهديد مضاد».

وأفاد مسؤول استخباراتي أميركي كبير ومسؤول في البنتاغون مطلعان على الأمر بأن إيران أعدّت صواريخ ومعدات لضرب قواعد أميركية في الشرق الأوسط إذا انضمت الولايات المتحدة إلى الحملة الإسرائيلية.

وقد بدأت إسرائيل بشن هجمات على إيران صباح الجمعة الماضي. وأعلنت إدارة ترمب علنًا عدم مشاركتها في الهجمات الهجومية، مع أن شبكة «سي بي إس نيوز» أفادت سابقًا بأن الولايات المتحدة ساعدت إسرائيل في اعتراض ضربات صاروخية إيرانية انتقامية.

وفي الأيام الأخيرة، لم يستبعد ترمب فكرة الانضمام إلى الحملة الإسرائيلية، قائلًا على قناة «تروث سوشيال» إن «صبره بدأ ينفد».

وصرّح الرئيس، يوم الثلاثاء، بأن الولايات المتحدة تعرف مكان المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي.

وكتب ترمب على موقع «تروث سوشيال»: «إنه هدف سهل، لكنه آمن هناك - لن نقتله! على الأقل ليس في الوقت الحالي».

ويوم الأحد، أفادت قناة «سي بي إس نيوز» بأن ترمب عارض خطة إسرائيلية لقتل خامنئي.