أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الثلاثاء، أن مستشفيات القطاع سجلت استشهاد 15 فلسطينيا، بينهم 4 أطفال، بسبب المجاعة وسوء التغذية خلال 24 ساعة الماضية.
وأوضحت الوزارة، في بيان لها، أن عدد شهداء المجاعة وسوء التغذية في قطاع غزة ارتفع إلى 101حالة، بينهم 80 طفلا.
يأتي هذا فيما أكد مدير عام مجمع ناصر الطبي في خان يونس، الدكتور عاطف الحوت، أن الوضع الإنساني في قطاع غزة أصبح أكثر من كارثي، موضحا أن المجمع يستقبل أعدادا كبيرة من المرضى يوميا، معظمهم يعانون أمراضا ناتجة عن سوء التغذية وتلوث المياه.
كما أشار إلى عدم توفر أي محاليل تغذية وريدية لعلاج للحالات المصابة بسوء التغذية وتلوث المياه.
وأضاف الحوت، في تصريحات لقناة الغد، أنه «لا يوجد مواطن في قطاع غزة لم يفقد من وزنه بين 10 و20 كغم»، متابعا «كأننا نحيا في معسكرات اعتقال والإبادة الجماعية».
وأشار إلى أن القطاع يعاني من عدم توفر الغذاء وأدنى مقومات الحياة وغياب المياه النظيفة.
وأفادت مصادر طبية بأن عددا من الأطفال ما زالوا تحت الرعاية الطبية في المستشفيات بسبب سوء التغذية، كما أشارت مصادر طبية إلى استشهاد 23 فلسطينيا بسبب سوء التغذية في مناطق عدة بالقطاع خلال اليومين الأخيرين.
تفشي المجاعة
وأكد مراسلنا أن المجاعة تتفشى بشكل كبير ومخيف في قطاع غزة، وأن هناك أكثر من 50 ألف رضيع باتوا محرومين من الحليب والمكملات الغذائية نتيجة تعنت الاحتلال الإسرائيلي في السماح بتدفق شاحنات المساعدات.
وكشفت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، عن وفاة ألف شخص جائع في غزة أثناء سعيهم للحصول على مساعدات غذائية منذ نهاية مايو/أيار الماضي.
وقال المفوض العام للوكالة، فيليب لازاريني، إن الموظفين بالوكالة والأطباء والعاملين في المجال الإنساني يصابون بالإغماء أثناء تأدية واجبهم بسبب الجوع والإرهاق، مضيفا أنهم يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة، مشيرا إلى أن غزة أصبحت جحيما على الأرض ولا يوجد بها مكان آمن.
ضغوط من إسرائيل
يأتي هذا فيما أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأن رئيس نقابة الأطباء في إسرائيل، تسيون حجبي، وجه رسالة إلى رئيس أركان الجيش و منسق شؤون المناطق الفلسطينية المحتلة يطالبهم فيها بإدخال الأدوية و المستلزمات الطبية إلى قطاع غزة، مؤكدا أن منعهم يتناقض مع القانون الدولي وأخلاقيات المهنة.
جاء طلب نقيب الأطباء الإسرائيلي بعد أن أعلنت نقابة الأطباء في بريطانيا مقاطعتها لوزارة الصحة الإسرائيلية على خلفية معاناة الفلسطينيين.
وفي لقاء مع قناة الغد، قالت أولغا شيريفكو، المتحدثة باسم الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن «الوضع في غزة وصل لمراحل غير مسبوقة». مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار.
وناشدت المسؤولة الأممية «جميع الأطراف ذوي النفوذ» أن يمارسوا الضغط من أجل إنهاء ما يحدث في غزة من انتهاكات.
الصحة العالمية
في الوقت نفسه نددت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، بهجوم الجيش الإسرائيلي على مقر إقامة طاقمها بدير البلح في وسط قطاع غزة.
وأوضح المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غبرييسوس، عبر منشور على منصة إكس، أن مقر إقامة طاقم المنظمة في دير البلح تعرض لثلاث هجمات في يوم واحد، إضافة إلى استهداف مستودعها الرئيسي.
وأكد أن قوات الجيش الإسرائيلي أجبرت النساء والأطفال على مغادرته سيرا على الأقدام نحو منطقة المواصي جنوبي القطاع.
وأشار إلى أنه جرى تقييد أيدي الرجال من الطاقم وأفراد عائلاتهم، وتجريدُهم من ملابسهم واستجوابهم تحت تهديد السلاح.