غريب أمر مجتمعنا .... تحول سريع وغير محسوب العواقب !
بعيش مجتمعنا تحولات سريعة بفعل تأثير الثورة الرقمية، وبشكل سلبي في كثير من جوانبه .
عندما بدأت الهواتف الجوالة تغزو المجتمع الموريتاني بداية الألفية الحالية طرحت إشكالية كبيرة هي "هل الجوال نعمة أم نقمة"؟
اليوم ومع استفحال استخدام الإنترنت في الهواتف الجوالة، وانتشار مايمكن وضفه بـ"الإدمان الإلكتروني" خاصة بين صفوف الشباب، يمكن طرح الإشكالية بصيغة أخرى وهي" هل الإنترت بالجوال نعمة أم نقمة"؟
في أيامنا هذه، يندر أن تجد من لا يملك جوالا ويسبح في الشبكة العنكبوتية؛ والمشكلة أنه لاحسيب ولا رقيب على الشباب والمراهقين الذين لايحسبون عواقب الاستخدام السيئ للأنترنت الجوال .
وجدت مجموعات عديدة على الأنترنت، تصف نفسها بالتأثير ومع عدم الخوض في طبيعة نوع ذلك التأثير، فإن الكثير من الشباب وحتى الكبار أصبحوا منفصلين عن الواقع، ويعيشون بشكل كبير ضمن متاهات العالم الافتراضي.
إن اتتشار التفاهة في مضامين كثير من الذين ينشرون محليا على الإنترنت الجوال، غذى جوانب سلبية كثيرة كنشر الإشاعات، وزرع البلبلة، والنيل من أعراض الناس، وتتبع عوراتهم والاحتيال، كما أذكى نشر البغضاء والشحناء وهي أمور مضرة بالمجتمع.
بندر أن تجد من يستخدم الأنترنت الجوال من الشباب والنساء، بشكل كبير في مسائل مفيدة كالمطالعة والدراسة وصلة الرحم، بل إن الغالبية تشتخدمه لنشر الصور والمحتويات غير المفيدة، والمكالمات الهزلية مع ازعاج الآخرين في أوقات القيلولة والهزيع الأخير من الليل .
ختاما : يجب على المعنيين من آباء وموجهين وسلطات تربوية وإدارية، النظر في تغيير عقلية استخدام الشباب للأنرنت الجوال، ودعوتهم لاستعماله في ماهو مفيد، ومعاقبة كل من يستخدمه في ما يضر بالمجتمع وقيمه النبيلة، أو يضعف من لحمته حتى يكون الأنترنت نعمة وليس نقمة .