يلتقي المفاوضون الروس والأوكرانيون في إسطنبول، اليوم الأربعاء، لعقد جولة ثالثة من المحادثات منذ شهر مايو/أيار، رغم أن التوقعات بإحراز تقدم نحو إنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات تظل ضعيفة بسبب التباعد الكبير في المواقف.
وخفض الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، من سقف التوقعات، قائلا إن المحادثات لن تتناول وقف إطلاق النار بشكل مفصل.
وأشار زيلينسكي، في حديثه إلى دبلوماسيين في كييف الإثنين، إلى أن اجتماع الأربعاء سيركز بدلا من ذلك على دفع جهود «إعادة أسرى الحرب الأوكرانيين والأطفال الذين اختطفتهم روسيا»، بالإضافة إلى التحضير لاجتماع على المستوى الرئاسي.
وقال «نحن بحاجة إلى زخم أكبر في المفاوضات لإنهاء الحرب»، موضحا أنه لهذا السبب يصر على عقد لقاء مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
من جانبها، تصر موسكو على أن تُناقش خلال الاجتماع الأوراق التي تم تبادلها سابقا بين الطرفين بشأن مسارات محتملة لتحقيق السلام.
وحذر المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، من التفاؤل، قائلا إن «جهودا دبلوماسية كبيرة» ستكون مطلوبة للتوصل إلى تقارب بشأن وقف إطلاق النار.
وفي حين تصر كييف على وقف إطلاق نار غير مشروط لتهيئة أجواء المفاوضات لإنهاء النزاع، تواصل موسكو التمسك بمطالبها القصوى، بما في ذلك الانسحاب الكامل للقوات الأوكرانية من المناطق الشرقية التي ضمتها روسيا.
وكانت أوكرانيا وروسيا بدأتا محادثات مباشرة للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاث سنوات في مايو/أيار الماضي، وأسفرت حتى ال ن عن تبادل واسع لأسرى الحرب، شمل مؤخرا جنودا دون سن الخامسة والعشرين ومصابين بجروح خطيرة.
وسيقود الوفد الروسي مجددا المستشار الرئاسي وزير الثقافة السابق، فلاديمير ميدينسكي، بحسب الكرملين، بينما سيرأس الفريق الأوكراني وزير الدفاع السابق، روستم عمروف، الذي تم تعيينه لاحقا رئيسا لمجلس الأمن القومي والدفاع.
تحطم مقاتلة أوكرانية
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأوكراني أنّ بلاده فقدت، الثلاثاء، أولى مقاتلاتها الفرنسية من طراز «ميراج 2000» في حادث تحطّم تمكّن خلاله الطيّار من القفز من الطائرة بسلام.
وقال زيلينسكي في خطاب بثّه موقع الرئاسة فجر الأربعاء «للأسف، فقدنا إحدى طائراتنا المقاتلة. طائرة فرنسية، فعّالة للغاية، إحدى مقاتلاتنا الميراج»، مؤكدا أنّ «الطيّار تمكّن من القفز، ولم يُسقطها الروس».
كان الرئيس الأوكراني قال يوم الجمعة الماضي إنه ناقش إمدادات الصواريخ وتمويل الطائرات المسيرة الاعتراضية لصد الهجمات الروسية في اتصال مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأضاف زيلينسكي في منشور على منصة إكس «أود أن أسلط الضوء بشكل خاص على اتفاقنا بشأن تدريب الطيارين على مقاتلات ميراج، فرنسا مستعدة لتدريب طيارين إضافيين لاستخدام مزيد من الطائرات»، وذكر أنهما نسقا أيضا الخطوات السياسية المقبلة.
وجاء الاتصال بين زيلينسكي وماكرون في وقت وافق فيه الاتحاد الأوروبي على الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات ضد روسيا على خلفية حربها على أوكرانيا، بما في ذلك إجراءات تهدف إلى تشديد القيود على قطاعي النفط والطاقة.
وقال ماكرون إن حزمة العقوبات الجديدة غير مسبوقة.
وكتب ماكرون على تويتر «من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن نذكر أنفسنا بأن الأمن والحرية ومستقبل أوروبا مرهون بمصير أوكرانيا».