عرض الرئيس التونسي قيس سعيّد على مسعد بولس، مستشار الرئيس الأميركي للشؤون العربية والشرق الأوسط وإفريقيا، صورا لأطفال ورضع «على وشك الاحتضار» في قطاع غزة بسبب الجوع، مندّدا بما اعتبره «جريمة ضد الإنسانية».
وأظهر مقطع الفيديو الذي نشرته الرئاسة التونسية ليل الثلاثاء الأربعاء سعّيد خلال استقباله بولس وبين يديه مجموعة صور، وهو يقول «طفل على وشك الاحتضار لأنه لم يجد ما يأكله، ولديكم بالتأكيد العديد من الصور الأخرى وهذا غير مقبول على الإطلاق. هذه جريمة ضد الإنسانية».
وأضاف سعيّد بينما كان يدلّ على صورة قال إنها «لطفل لم يجد ما يأكل»، فحمل كومة من الرمل في يده لتناولها، «هل هذه هي الشرعية الدولة؟ إنها تتهاوى يوما بعد يوم...هؤلاء الرضع ما ذنبهم؟».
حرب التجويع
ويعاني سكان قطاع غزة من جوع مستشر في ظل تقييد إسرائيل دخول المساعدات منذ أشهر. وأكدت الأمم المتحدة أن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من ألف فلسطيني أثناء محاولتهم الوصول إلى مساعدات غذائية داخل القطاع المحاصر.
وحذّرت أكثر من مئة منظمة غير حكومية الأربعاء من خطر تفشّي «مجاعة جماعية» في غزة.
وأعلن مجمّع الشفاء الطبّي الثلاثاء أنّ 21 طفلا توفّوا في غزة خلال الساعات الـ72 الماضية «بسبب سوء التغذية والمجاعة»، وحذّرت الأمم المتحدة من أن «المجاعة تقرع كل الأبواب».
وتقول إسرائيل إن هناك كميات كافية من المساعدات تدخل القطاع، لكن هناك عمليات نهب واحتكار.
وتشارك الولايات المتحدة في الوساطة، إلى جانب مصر وقطر، من أجل التوصل إلى هدنة في القطاع المحاصر والمدمّر.
وأعلنت واشنطن الأربعاء أن المبعوث ستيف ويتكوف سيتوجّه إلى أوروبا لعقد محادثات تهدف لوضع اللمسات الأخيرة على اقتراح لإنشاء ممرّ للمساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وقال الرئيس التونسي لبولس «صور صادمة لكل الإنسانية، تعبّر عن الوحشية والإجرام»، معتبرا أنه «آن الأوان لأن تستفيق الإنسانية وتضع حدّا للجرائم في حق الشعب الفلسطيني».
وتدعم تونس التي استضافت منظمة التحرير الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات في الفترة الممتدة من 1982 إلى 1994، بقوة القضية الفلسطينية.
ووصل مسعد بولس الذي هو أيضا صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء إلى طرابلس، قادما من تونس، وفق وسائل إعلام ليبية.
المجاعة تفتك بالأطفال
وقالت مديرة المركز الإعلامي لوكالة الأونروا بغزة، إيناس حمدان، الأحد الماضي، إن إسرائيل تتعمد تجويع الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأضافت، خلال مقابلة مع قناة الغد، أن مخزون الغذاء في غزة وصل إلى «صفر» والمجاعة تفتك بالأطفال.
وأوضحت أن إسرائيل تغلق المعابر في وقت يحتاج فيه مليون طفل فلسطيني للطعام، مشيرة إلى أن قطاع غزة يعاني نقصا حاد في كل شيء بما في ذلك عدم توفر الوقود والمياه والغذاء والدواء، فضلا عن القصف الإسرائيلي المستمر.
وأكدت مديرة المركز الإعلامي لوكالة الأونروا بغزة أن شاحنات المساعدات تتكدس أمام المعابر، لكن إسرائيل ترفض دخولها، مؤكدة أن الوكالة الأممية جاهزة لتسلم الشاحنات وتوزيعها على السكان.
