أعلن الهلال الأحمر المصري، اليوم الأحد، عن تسيير قافلة مساعدات ضخمة تضم أكثر من 100 شاحنة إلى قطاع غزة، ضمن جهوده المستمرة لتخفيف معاناة المدنيين في القطاع المحاصر.
وأوضح الهلال الأحمر في بيان، أن القافلة التي حملت اسم «زاد العزة.. من مصر إلى غزة» انطلقت عبر معبر كرم أبو سالم، وتضم ما يزيد عن 100 شاحنة محملة بأكثر من 1200 طن من المواد الغذائية، تشمل نحو 840 طنًا من الدقيق، و450 طنًا من السلال الغذائية المتنوعة.
وأشار البيان إلى أن الهلال الأحمر المصري، باعتباره الآلية الوطنية لتنسيق المساعدات إلى غزة، يواصل جهوده منذ بدء الأزمة، من خلال أكثر من 35 ألف متطوع يعملون على مدار الساعة على الحدود.
وأفاد بأن حجم المساعدات الإغاثية التي تم إدخالها إلى غزة منذ بداية الأزمة تجاوز 35 ألف شاحنة، حاملةً أكثر من 500 ألف طن من المواد الإغاثية، تنوعت بين الغذاء والماء والمستلزمات الطبية والأدوية، فضلًا عن مواد الإيواء ومستلزمات النظافة الشخصية، والألبان وحفاضات الأطفال، إلى جانب سيارات الإسعاف وشاحنات الوقود.
الأردن يرسل 60 شاحنة مساعدات
وفي السياق ذاته، أعلنت الهيئة الخيرية الهاشمية الأردنية عن تسيير قافلة مساعدات جديدة إلى قطاع غزة، صباح الأحد، ضمن الجهود الإغاثية الأردنية المستمرة.
وقالت الهيئة في بيان إن القافلة مكونة من 60 شاحنة محمّلة بالمساعدات الغذائية، تم تجهيزها بالتعاون مع القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، وبرنامج الغذاء العالمي، والمطبخ المركزي العالمي.
وأكدت الهيئة أن القافلة تأتي ضمن سلسلة من المبادرات الأردنية الرامية إلى دعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من معاناته، خصوصًا في ظل النقص الحاد في المواد الأساسية الناتج عن استمرار الحصار.
وأشارت إلى أن هذه القافلة تمثل استجابة عاجلة للاحتياجات الغذائية في غزة، على أن تتبعها دفعات إضافية من المساعدات خلال الأيام المقبلة، بالتنسيق مع الجهات الرسمية والمنظمات الإنسانية.
وقف العمليات في عدة مناطق
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه سيوقف العمليات العسكرية في عدة مناطق بقطاع غزة بدءًا من الساعة العاشرة صباح اليوم الأحد بالتوقيت المحلي وحتى الثامنة مساءً.
وقال في بيان، اليوم الأحد، إنه «بناءً على توجيهات المستوى السياسي، وفي إطار الجهود المتواصلة التي يبذلها الجيش من خلال وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق لتوسيع حجم المساعدات الإنسانية التي يتم إدخالها إلى قطاع غزة، سيبدأ اعتبارًا من اليوم تعليق تكتيكي محلي للأنشطة العسكرية لأغراض إنسانية من الساعة العاشرة صباحًا وحتى الساعة الثامنة مساءً».
وأضاف أن «التعليق التكتيكي المحلي للأنشطة العسكرية» سيشمل المناطق التي لا يتحرك فيها الجيش، وهي المواصي ودير البلح ومدينة غزة، وسيكون يوميًا حتى إشعار آخر، موضحًا أن هذا القرار تم تنسيقه مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بعد مباحثات بهذا الشأن.
وتابع أنه تم تحديد ممرات مؤمّنة بشكل مستدام اعتبارًا من الساعة السادسة صباحًا وحتى الحادية عشرة مساءً، والتي ستسمح بالتحرك الآمن لقوافل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لإدخال وتوزيع الأغذية والأدوية إلى السكان في قطاع غزة.
وزعم جيش الاحتلال أنه سيواصل دعم الجهود الإنسانية في الميدان، إلى جانب مواصلة حربه والعمليات الهجومية ضد المنظمات المسلحة في قطاع غزة، وذلك لحماية مواطني إسرائيل على حدّ قوله، مشيرًا إلى أنه «سيبقى مستعدًا لتوسيع حجم العملية وفق الحاجة».
ضغوط دولية
وتتعرض إسرائيل لضغوط دولية مكثفة أجبرتها على فتح المعابر لدخول المساعدات بعد أشهر من التعنت، بعد أن فضحت صور شهداء حرب التجويع الإسرائيلية في قطاع غزة حجم الإجرام الإسرائيلي تجاه المدنيين، ومن بينهم الأطفال والنساء، بعد وفاة أكثر من 120 فلسطينيًا بفعل الجوع، في جريمة هزّت ضمير المؤسسات الدولية والشعوب التي تحركت احتجاجًا على جريمة التجويع غير المسبوقة منذ عقود.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس السبت: «إن حجم الدمار في غزة لا يمكن مقارنته بأي شيء تمت رؤيته في السنوات الأخيرة».