قُتل 14 شخصا على الأقل مساء الثلاثاء، عندما فجّر انتحاري نفسه في تجمّع سياسي في إقليم بلوشستان في باكستان، بينما أسفرت هجمات أخرى في أنحاء عدة من البلاد عن مقتل 11 جنديا وعنصرا من القوات شبه العسكرية.
وأفاد مسؤولان في إقليم بلوشستان المضطرب في جنوب غرب باكستان عن إصابة العشرات في الهجوم الانتحاري في كويتا.
وقال المسؤولان اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتيهما، إنّ سبعة من هؤلاء الجرحى هم في حالة حرجة.
وأوضحا أنّ الانتحاري فجّر نفسه في موقف سيارات أحد الاستادات، حيث تجمّع مئات من أعضاء حزب بلوشستان الوطني.
وقال زعيم الحزب أختر منغال الذي كان يغادر التجمّع بعد إلقاء كلمة أثناء الهجوم، إنه «بخير وسالم» لكنّه أضاف أنّه «مدمّر بسبب خسارة أنصاره».
ولم تعلن أيّ جهة في الحال مسؤوليتها عن الهجوم.
ويقول حزب بلوشستان الوطني إنّه يدافع عن الأقلية البلوشية التي تعتبر نفسها ضحية ظلم في المقاطعة الواقعة على الحدود بين إيران وأفغانستان والغنية بالمعادن.
ويعاني 70 في المئة من سكان بلوشستان من الفقر، في وقت تحتوي فيه التربة على بعض أكبر الرواسب المعدنية غير المستغلّة في العالم، كما أن مشاريع ضخمة، صينية خصوصا، تدرّ إيرادات كبيرة.
«12 ساعة» من إطلاق النار
وتشهد المنطقة عمليات تمرّد مسلّحة بشكل متزايد. وفي 2024، سجّل سقوط 782 قتيلا، وفقا لمركز أبحاث ودراسات الأمن الذي يتخذ من إسلام اباد مقرا.
ومنذ الأول من كانون الثاني/يناير، قتل أكثر من 430 شخصا، معظمهم من عناصر قوات الأمن، في أعمال عنف نفذتها جماعات مسلحة تقاتل الدولة في بلوشستان وفي إقليم خيبر بختونخوا المجاور، وفقا لإحصاء أجرته وكالة فرانس برس.
وفي بلوشستان أيضا، قتل خمسة من أفراد القوات شبه العسكرية وأصيب أربعة آخرون الثلاثاء، عندما انفجرت قنبلة على جانب أحد الطرق أثناء مرور موكبهم في منطقة قريبة من الحدود الإيرانية، بحسب ما أفاد مسؤول محلي كبير فرانس برس.
وأفاد الجيش عن مقتل ستة جنود في هجوم على مقرّ لقوات شبه عسكرية في خيبر بختونخوا. وأشار مسؤول محلي إلى أنّ 17 شخصا، بينهم مدنيون، أصيبوا في الهجوم الذي تبنّته جماعة مرتبطة بحركة طالبان الباكستانية.
واستمرّ تبادل إطلاق النار «12 ساعة» بين قوات الأمن والمسلّحين الذين نفذوا الهجوم على الثكنة «بسيارة فيها خمسة انتحاريين»، بحسب مسؤول في الإدارة المحلية، وذلك قبل «مقتل الإرهابيين».
ويعتبر العام 2024 الأكثر دموية منذ حوالى عقد من الزمان في باكستان، حيث بلغ عدد القتلى أكثر من 1600 شخص، نصفهم تقريبا من الجنود وضباط الشرطة، وفقا لمركز البحوث والدراسات الأمنية.