التقى وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، ووزير البترول والثروة المعدنية، المهندس كريم بدوي مع الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدس، وذلك خلال الزيارة الثنائية إلى قبرص، اليوم الجمعة، وبتوجيهات من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وبحسب بيان للمتحدث باسم الخارحية المصرية، نقل وزير الخارجية المصري تحيات الرئيس المصري لنظيره القبرصي، مؤكداً الحرص المشترك على تعزيز العلاقات الوثيقة التي تربط البلدين، معرباً عن التقدير إزاء التطور الذى تشهده العلاقات الثنائية على كافة المستويات، والتطلع للارتقاء بمستوى العلاقات إلى آفاق أوسع في المجالات المختلفة، وفى مقدمتها تعزيز التعاون فى المجال الاقتصادي والتجاري وزيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين.
كما رحب بالدعم الذى تقدمه قبرص لمصر بالاتحاد الأوروبي في مختلف القضايا، معربا عن التطلع لمواصلة تقديم الدعم لاسيما مع قرب بدء الرئاسة القبرصية للاتحاد الأوروبي مطلع 2026.
وأكد وزير الخارجية المصري على أهمية تعزيز التعاون في مجال الطاقة وصولاً إلى ربط حقول الغاز القبرصية بمصر بشكل متكامل وفقاً للاتفاقيات التي وُقعَت بحضور الرئيس القبرصي مطلع العام الحالي في القاهرة، وذلك بالتوازي مع تنفيذ مشروع الربط الكهربائي.
وثمن وزير الخارجية التعاون في إطار آلية التعاون الثلاثي مع قبرص واليونان، وما تحققه من مصالح مشتركة للدول الثلاث.
تطورات غزة
على الصعيد الإقليمى، استعرض وزير الخارجية الجهود المصرية لوقف إطلاق النار في غزة وتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني، مشيدا بموقف قبرص التاريخي تجاه القضية الفلسطينية.
وتناول وزير الخارجية التداعيات الوخيمة لاستمرار العدوان الإسرائيلي وتوسيع نطاق عملياته العسكرية فى غزة، وأدان سياسات الاستيطان ومخططات والتهجير، مؤكداً ضرورة خلق آفق سياسى يقود إلى تجسيد إقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران 1967 وفقاً للمرجعيات الدولية تلبية للمطالب المشروعة للشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة.
وقد قام وزير البترول والثروة المعدنية المصري باستعراض آخر مستجدات المشروعات القائمة بين البلدين لربط حقول الغاز القبرصية بالمرافق المصرية ولتعزيز أمن الطاقة بالبلدين، ودعم الجهود الإقليمية لاستغلال موارد الغاز الطبيعى.
وأكد أن التعاون بين مصر وقبرص يمثل نموذجاً ناجحاً للشراكة الإقليمية فى مجال الغاز الطبيعى، لاسيما مع ما تملكه مصر من بنية تحتية متميزة تشمل محطات إسالة الغاز وشبكات النقل، والتى يمكن من خلالها تحقيق التكامل الاقتصادى بين البلدين والاستفادة المثلى من موارد الغاز المكتشفة.
ومن جانبه، نقل الرئيس القبرصي تحياته لنظيره المصري، معرباً عن اعتزازه بالعلاقات الوثيقة التي تربط البلدين، مؤكدا أن مصر تعد ركيزة أساسية داعمة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وأعرب عن دعمه الكامل للجهود المصرية لإحلال السلام في المنطقة، وحرصه على تعزيز شراكة الاتحاد الأوروبي مع مصر وضمان استمرارها كقوة داعمة للاستقرار والازدهار والتعاون الإقليمي.
وفي وقت سابق، أعربت وزارة الخارجية المصرية، الجمعة، عن «بالغ استهجانها» للتصريحات المنسوبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن «رغبته في تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم بما في ذلك عبر معبر رفح»، معتبرة أن هذه التصريحات تأتي في إطار «محاولاته المستمرة لتمديد زمن التصعيد في المنطقة وتكريس عدم الاستقرار».
وأكدت مصر، في بيان رسمي، رفضها المطلق لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني، سواء قسرًا أو طوعًا، مشيرة إلى أن استمرار استهداف المدنيين والبنى التحتية في غزة لإجبار الفلسطينيين على المغادرة «يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ويرقى إلى جرائم تطهير عرقي».
ودعت القاهرة المجتمع الدولي إلى «تفعيل آليات المحاسبة على تلك الجرائم المعلنة» التي تحولت – وفق البيان – إلى «أداة للدعاية السياسية في إسرائيل نتيجة غياب العدالة الدولية»