قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، اليوم الثلاثاء، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب كان يعلم بالضربات التي نفَّذتها إسرائيل في العاصمة القطرية، لاستهداف قادة من حركة حماس بالدوحة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إن «الجيش الأميركي أبلغ البيت الأبيض أن إسرائيل ستهاجم قادة حماس في الدوحة».
وأضافت أن «الرئيس ترمب طلب من مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إبلاغ الدوحة بالهجوم الإسرائيلي الوشيك.
وشددت ليفيت على أن «الرئيس ترمب لا يوافق على ضرب قطر، وقد أعرب عن قلقه إزاء هذه الضربات».
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن «ترمب مهتم جدًّا بتحقيق السلام ويؤكد أن هذه الضربات لن تحدث مرة أخرى»، لافتة إلى أنه «تحدث مع أمير قطر ورئيس مجلس الوزراء وأكد أنه يريد السلام في الشرق الأوسط».
كما أصدر البيت الأبيض بيانًا بشأن الغارة الإسرائيلية على الدوحة، جاء فيه أن «القصف الأحادي الجانب لقطر، الدولة ذات السيادة والحليف الوثيق، لا يخدم أهداف إسرائيل أو أميركا، ومع ذلك، فإن القضاء على حماس، التي استفادت من معاناة سكان غزة، هدف نبيل».
وأضاف البيان: «يريد الرئيس ترمب أن تنتهي هذه الحرب الآن».
انفجارات في قطر
وكانت انفجارات عدة قد سُمِعت أصواتها في العاصمة القطرية، الدوحة، اليوم الثلاثاء، حيث أفاد شهود عيان بأنهم شاهدوا أدخنة تتصاعد في سماء حي كتارا بالعاصمة.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن انفجار الدوحة ناتج عن عملية اغتيال ضد قادة حماس.
وقالت القناة 14 إن «إسرائيل قصفت بواسطة طائرات حربية اجتماعا لقيادات حماس في قلب الدوحة».
أما القناة 15 فقالت إن «الهدف كان مقر قيادات حماس في الدوحة»
وذكر موقع أكسيوس أن إسرائيل استهدفت الوفد المفاوض لحماس.
أما هيئة البث الإسرائيلية فنقلت عن مصدر أمني أن «العملية في قطر إسرائيلية وحاولنا اغتيال قيادات حماس».
محاولة لاغتيال قادة من حماس بالدوحة
وأعلن جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، رسميًّا، عن شن غارات في العاصمة القطرية، الدوحة.
وجاء في بيان مشترك لجيش الاحتلال والشاباك أن «الجيش الإسرائيلي والشاباك، من خلال سلاح الجو، قاما بشن هجوم مُركَّز قبل وقت قصير، استهدف قادة الصف الأول في تنظيم حماس».
وأضاف البيان أن «القادة الذين تم استهدافهم قادوا نشاط التنظيم لسنوات طويلة، وهم مسؤولون بشكل مباشر عن هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول وعن إدارة الحرب ضد إسرائيل».
وأشار البيان إلى أنه «قبل الهجوم، تم اتخاذ خطوات لتقليل المساس بغير المتورطين، بما في ذلك استخدام ذخيرة دقيقة ومعلومات استخباراتية إضافية».
واختتم البيان بالقول إن «الجيش الإسرائيلي والشاباك سيواصلان العمل بحزم لحسم المعركة ضد تنظيم حماس المسؤول عن هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول».
بيان مشترك لنتنياهو وكاتس
كما أصدر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش إسرائيل كاتس، بيانًا مشتركًا، جاء فيه أنه «أمس، بعد العمليات (الإرهابية) الدموية في القدس وغزة، وجَّه رئيس الحكومة نتنياهو جميع الأجهزة الأمنية للاستعداد لإمكانية تصفية قادة حماس، وقد أيَّد وزير الأمن هذا الاقتراح بشكل كامل».
وأضاف البيان: «اليوم عند الظهر، وعلى ضوء فرصة عملياتية، وبعد التشاور مع جميع قادة المنظومة الأمنية وبدعم كامل، قرر رئيس الحكومة ووزير الأمن تنفيذ التوجيه الذي أُعطي أمس للجيش الإسرائيلي وللشاباك، وقد نفذوه بدقة وبأفضل صورة ممكنة».
وتابع البيان: «رئيس الحكومة ووزير الأمن اعتبرا أن العملية مبرَّرة تمامًا في ضوء كون هذه القيادة في حماس هي التي بادرت ونظّمت مجزرة السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، ولم تتوقف منذ ذلك الحين عن إطلاق عمليات دموية ضد إسرائيل ومواطنيها، بما في ذلك تبني المسؤولية عن قتل مواطنينا في العملية (الإرهابية) أمس في القدس».
المستهدفون من الهجوم
من جهة أخرى، قال مسؤول إسرائيلي رفيع: «هاجمنا قيادة حماس في قطر، بمن فيهم خليل الحية وزاهر جبارين، ننتظر نتائج الهجوم، وهناك إجماع في القيادة السياسية والأمنية حول هذه العملية».
أما القناة القناة 12 الإسرائيلية، فذكرت أن إسرائيل نفَّذت عملية لاستهداف خالد مشعل أيضًا.
وأضافت أن «مكان الاستهداف كان فيه على الأقل 5 من كبار قادة حماس».
وذكرت صحيفة يسرائيل هيوم أن «من بين قادة حماس الحاضرين في الاجتماع المستهدف، محمد إسماعيل درويش وموسى أبو مرزوق وحسام بدران وطاهر النونو».
وقال مسؤول في حركة حماس بقطاع غزة، إن إسرائيل استهدفت وفدًا قياديًّا للحركة بغارة جوية، خلال اجتماعهم في العاصمة القطرية.
وبحسب وكالة فرانس برس، قال المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن هويته: «في جريمة صهيونية جديدة، تم استهداف الوفد المفاوض لحركة حماس في أثناء اجتماعه بالدوحة، بينما كان يناقش مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب لوقف إطلاق النار في قطاع غزة».
ضوء أخضر أميركي
وبينما نقلت القناة 14 عن مصدر سياسي أن «العملية نُفِّذت بعلم ودعم الولايات المتحدة»، قالت القناة 12 عن مسؤول إسرائيلي أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعطى الضوء الأخضر للهجوم على قادة حماس.
نجاة وفد حماس
لكن وسائل إعلام قطرية ذكرت أن وفد حماس بالدوحة نجا من محاولة الاغتيال التي نفَّذها جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك).
فشل العملية الإسرائيلية
وفي وقت لاحق، أعلنت حركة حماس عن فشل محاولة اغتيال الوفد المفاوض من قادتها من قبل الاحتلال في الدوحة.
وقالت حماس، في بيان لها، إن «محاولة الاحتلال الصهيوني الغادرة اغتيال وفد حركة حماس المفاوض في العاصمة القطرية الدوحة اليوم؛ جريمة بشعة وعدوان سافر، وانتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الدولية».
وأضافت حماس أن هذه الجريمة «مثَّلت عدوانًا على سيادة دولة قطر الشقيقة، التي تضطلع مع الشقيقة مصر بدورٍ مهم ومسؤول في رعاية الوساطة والجهود الرامية إلى وقف العدوان والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين ما يكشف مجددًا الطبيعة الإجرامية للاحتلال ورغبته في تقويض أي فرص للتوصل إلى اتفاق».
وفي حين أكدت حماس فشل محاولة اغتيال قادتها، فقد أعلنت عن استشهاد آخرين وهم: الشهيد جهاد لبد (أبو بلال)، مدير مكتب الدكتور خليل الحية، والشهيد همام الحية (أبو يحيى)، نجل الدكتور خليل الحية، والشهيد عبد الله عبد الواحد (أبو خليل)، مرافق، والشهيد مؤمن حسونة (أبو عمر)، مرافق، والشهيد أحمد المملوك (أبو مالك)، مرافق.
كما نعت حماس الشهيد الوكيل عريف/ بدر سعد محمد الحميدي، من منتسبي الأمن الداخلي القطري.
وقالت حماس إن استهداف الوفد المفاوض في لحظة يناقش فيها مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأخير، يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن نتنياهو وحكومته لا يريدون التوصل إلى أي اتفاق، وأنهم يسعون بشكل متعمد لإجهاض كل الفرص وإفشال المساعي الدولية، غير آبهين بحياة أسراهم لدى المقاومة، ولا بسيادة الدول، ولا بأمن المنطقة واستقرارها.
وحملت حركة حماس «الإدارة الأميركية المسؤولية المشتركة مع الاحتلال عن هذه الجريمة، بسبب دعمها الدائم للعدوان وجرائم الاحتلال على شعبنا».
وأضافت: «لقد برهنت هذه الجريمة أن الاحتلال الصهيوني خطر داهم على المنطقة والعالم، وأن نتنياهو يحاول شطب قضيتنا الوطنية وحقوق شعبنا، ودفعه نحو التهجير القسري، مستمرًا في مخططاته الإجرامية للإبادة والتطهير العرقي والتجويع والتهجير».
ودعت حركة حماس «دول العالم، والأمم المتحدة، وكل القوى الحية والضمائر الحرَّة، إلى إدانة هذا العدوان الإجرامي على دولة قطر الشقيقة، والتحرك العاجل للضغط على الاحتلال من أجل وقف حرب الإبادة والتطهير العرقي، وإنصاف شعبنا الفلسطيني، ودعم حقه المشروع في الحرية وتقرير المصير».
كما أكدت الحركة على أن «محاولة الاغتيال الجبانة لن تغيِّر مواقفنا ومطالبنا الواضحة، والمتمثلة في: الوقف الفوري للعدوان على شعبنا، والانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من قطاع غزة، وتبادل اسرى حقيقي، وإغاثة شعبنا والإعمار».
كذلك، أكدت حركة حماس أن «هذه الجرائم الإرهابية لن تنال من عزيمة حركتنا وقيادتنا، ولن تحيد بنا عن التمسك بحقوق شعبنا الوطنية، وعن مواصلة طريق المقاومة حتى زوال الاحتلال عن أرضنا، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس».