روبيو: واشنطن «ستردّ» على حكم الإدانة الصادر بحق بولسونارو

هاجم وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو حكم الإدانة الذي وصفه بـ «الظالم» الذي أصدرته المحكمة العليا البرازيلية الخميس بحقّ الرئيس السابق اليميني المتطرف جايير بولسونارو بتهمة التخطيط لانقلاب، مؤكدا أنّ الولايات المتّحدة «ستردّ بما يتناسب» مع «حملة الاضطهاد هذه».

وكتب روبيو على منصة إكس إنّ «المحكمة العليا البرازيلية حكمت ظلما بسجن الرئيس السابق جايير بولسونارو»، مضيفا أنّ الولايات المتّحدة التي سبق لها وأن فرضت رسوما جمركية ضخمة على أكبر اقتصاد في أميركا الجنوبية بسبب محاكمة حليف رئيسها دونالد ترمب «ستردّ بما يتناسب مع حملة الاضطهاد هذه».

البرازيل ترفض التهديدات

ومن جهتها أعلنت البرازيل فجر اليوم الجمعة أنّ «التهديدات» الأميركية لن تنجح في «ترهيبها»، وذلك ردّا على توعّد واشنطن بالردّ على حكم الإدانة بحقّ الرئيس السابق جايير بولسونارو

وقالت وزارة الخارجية البرازيلية في منشور على منصّة «إكس» للتواصل الاجتماعي إنّ «التهديدات» التي أطلقها وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو «لن ترهب ديموقراطيتنا»، مؤكّدة أنّ الحكومة ستدافع عن «سيادة البلاد في وجه العدوان ومحاولات التدخّل».

الحكم على بولسونارو بالسجن 27 عاما

وحُكم على الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو يوم الخميس بالسجن لمدة 27 عاما وثلاثة أشهر بعد ساعات من إدانته بالتخطيط لانقلاب للبقاء في السلطة بعد خسارته انتخابات 2022، في صفعة قوية لأحد أبرز زعماء اليمين المتطرف الشعبويين في العالم.

ويجعل حكم الإدانة الصادر عن هيئة من خمسة قضاة في المحكمة العليا البرازيلية، والذين أقروا أيضا الحكم، بولسونارو البالغ من العمر 70 عاما أول رئيس سابق في تاريخ البلاد يدان بتهمة الاعتداء على الديمقراطية.

وقالت القاضية كارمن لوسيا قبل تصويتها لإدانة بولسونارو بمحاولة الانقلاب «هذه القضية الجنائية تشبه لقاء البرازيل بماضيها وحاضرها ومستقبلها».

وأضافت أن هناك أدلة كافية على أن بولسونارو تصرف «بهدف تقويض الديمقراطية والمؤسسات».

وصوت أربعة من القضاة الخمسة لصالح إدانة الرئيس السابق بخمس جرائم: المشاركة في منظمة إجرامية مسلحة؛ ومحاولة تقويض الديمقراطية بالعنف؛ وتنظيم انقلاب؛ وإتلاف ممتلكات حكومية وأصول ثقافية محمية.

وبولسونارو عسكري سابق لم يُخف إعجابه بالديكتاتورية العسكرية التي قتلت مئات البرازيليين بين عامي 1964 و1985.

وأثارت الإدانة غضب ترمب، حليف بولسونارو الوثيق. ووصف ترمب القضية بأنها «حملة شعواء» ورد على ذلك بزيادة الرسوم الجمركية على البرازيل وإلغاء تأشيرات معظم قضاة المحكمة العليا.

وعندما سئل عن الإدانة يوم الخميس، أشاد ترمب مجددا ببولسونارو ووصف الحكم بأنه «أمر فظيع».

ولم يصدر الحكم بالإجماع بعد أن خالف القاضي لويز فوكس أقرانه وبرأ يوم الأربعاء الرئيس السابق من كل التهم المنسوبة إليه.

وقد يفتح هذا التصويت الوحيد بالبراءة طريقا لطعون على الحكم، وهو ما قد يطيل الموعد النهائي لإغلاق ملف المحاكمة إلى موعد أقرب من الانتخابات الرئاسية المقررة في أكتوبر/ تشرين الأول 2026.

وصرح بولسونارو مرارا بأنه سيترشح في تلك الانتخابات رغم كونه ممنوع من الترشح.