أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأربعاء، بأنه لن يتم الإفراج عن الأسيرين الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية، مروان البرغوثي وأحمد سعدات، ضمن صفقة غزة، التي يتم مناقشتها في مدينة شرم الشيخ المصرية.
وذكرت صحيفة يسرائيل هيوم في ما نقلته عن مصدر إسرائيلي أن «مروان البرغوثي لن يتم الإفراج عنه ضمن الصفقة»، فيما نقلت القناة 12 عن مصادر إسرائيلية أن «من غير المتوقع الإفراج عن مروان البرغوثي وأحمد سعدات ضمن الصفقة».
الانسحاب الإسرائيلي من غزة
وفي وقت سابق، اليوم الأربعاء، قال مراسل «الغد»، إن مفاوضات شرم الشيخ تبحث ملف الانسحاب الإسرائيلي من غزة، وربطه بعملية الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، مؤكدًا أن حركة حماس تطلب انسحابًا إسرائيليًّا كاملًا من القطاع مقابل الإفراج عن المحتجزين.
وأضاف مراسلنا أن مفاوضات شرم الشيخ شهدت اليوم لقاءات عدة لاستعراض كيفية إدارة الملفات الخلافية بين حماس وإسرائيل.
وأشار إلى ان اجتماعات اليوم تناقش أسماء الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال التي سلمتها حركة حماس للوسطاء، وبينهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات.
فيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن هناك زخمًا في محادثات شرم الشيخ، وهي قريبة من تحقيق انفراجة، لكن الخلافات لم تُحَل بعد.
وفي وقت سابق، اليوم الأربعاء، كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، عن الخلاف الأساسي في المفاوضات التي تحتضنها مدينة شرم الشيخ المصرية، للتباحث حول خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب في غزة.
وقالت هآرتس إن الخلاف الأساسي في المفاوضات يتعلق بخرائط انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.
وأضافت أن المنظومة الأمنية تبدي تفاؤلًا بإمكانية التوصل لصفقة تشمل جميع المحتجزين.
حماس تتمسك بالإفراج عن 6 من قيادات الأسرى
والإثنين الماضي، كشف مراسل «الغد» عن أن حركة حماس أكدت للوسيط المصري أنها متمسكة بالإفراج عن 6 من قيادات الأسرى، بينهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات، مؤكدًا أن إسرائيل ترفض بحث الإفراج عن مقاتلي النخبة من حماس.
وقال مراسلنا إن إسرائيل تضع إعادة المحتجزين كأولوية بالنسبة لها والخطورة تكمن في المراحل التالية.
وأضاف أن اجتماع شرم الشيخ يبحث بعض الأمور الفنية ومن بينها استلام إسرائيل المحتجزين الأحياء والأموات من حماس.
وتتجه أنظار الشرق الأوسط والعالم أجمع إلى مصر لمتابعة المفاوضات التي تُعقد منذ يوم الإثنين، بين ممثلي حماس وإسرائيل والوسطاء.
وتُناقَش بنود عدة مطروحة على طاولة المفاوضات، بما في ذلك هوية الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم في إطار الصفقة، مقابل المحتجزين الإسرائيليين.
وتحتجز إسرائيل في سجونها عددًا كبيرًا من الفلسطينيين الذين يصفهم الاحتلال بأنهم «إرهابيين ألحقوا الأذى بالعديد من الإسرائيليين».
والأحد الماضي، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن حركة حماس تطالب بالإفراج عن مقاتلي «النخبة»، والذين شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وهو الأمر الذي ترفضه إسرائيل حتى اللحظة.
ولفتت القناة إلى أن أحدى القضايا الخلافية في المفاوضات تتعلق بحق «الڤيتو» الإسرائيلي على أسماء الأسرى الفلسطينيين.
ويوم الإثنين، ذكر موقع واللا أن عددًا من هؤلاء الأسرى يتمتع بمكانة مرموقة في الشارع الفلسطيني، على رأسهم 4 أسرى، وهو ما يضع احتمالات لرفض إطلاق سراحهم، خصوصا أن إسرائيل رفضت في المحادثات السابقة الإفراج عنهم، وهم:
مروان البرغوثي
وصف موقع واللا القيادي مروان البرغوثي، بأنه «الأسير الذي لا تريد السلطة الفلسطينية الإفراج عنه».
والبرغوثي عضو في المجلس المركزي لحركة فتح من السجن، وترأس في الماضي الفصيل العسكري لحركة فتح، ونفذ هجمات قُتل فيها خمسة إسرائيليين وأصيب الكثيرون.
كان البرغوثي أحد قادة الانتفاضة الأولى عام 1987 وقاد مسيرات ضخمة في الضفة الغربية ضد إسرائيل، وخلال تلك الانتفاضة، اعتقلته إسرائيل ورحلته إلى الأردن، حيث بقي لمدة سبع سنوات حتى سُمح بعودته كجزء من اتفاقيات أوسلو عام 1994.
وكان البرغوثي وراء الهجمات ضد إسرائيل في الأيام الأولى للانتفاضة الثانية ونتيجة لذلك أصبح شخصية مطلوبة بشدة.
في عام 2001، حاولت إسرائيل تصفيته حتى تم اعتقاله في رام الله خلال عملية السور الواقي.
ولاحقًا، وفي خطوة نادرة، قُدم للمحاكمة في المحكمة المركزية وليس في محكمة عسكرية، وأدين بارتكاب خمس جرائم قتل لإسرائيليين، ومحاولة قتل واحدة، والتورط والمسؤولية عن أربع عمليات من أصل 21 تهمة منسوبة إليه في لائحة الاتهام.
وخلال السنوات الأخيرة، اكتسب البرغوثي شعبية واسعة في الشارع الفلسطيني، وفقًا لاستطلاعات الرأي، وفاقت شعبيته تلك التي يتمتع بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وبحسب الموقع، فقد أفادت وسائل إعلام قبل الاتفاقين السابقين لإطلاق سراح المحتجزين أن السلطة الفلسطينية ضغطت على إسرائيل لرفض إطلاق سراحه.
أحمد سعدات
وصف تقرير واللا الأسير أحمد سعدات بأنه «العقل المدبر وراء جريمة قتل رحبعام زئيفي، وزير السياحة الإسرائيلي السابق».
عُيّن أحمد سعدات أمينًا عامًا للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في أكتوبر 2001، بعد أن اغتال الجيش الإسرائيلي سلفه أبو علي مصطفى، وانتقامًا لاغتيال مصطفى، خطط سعدات لاغتيال الوزير رحبعام زئيفي.
بعد اغتيال زئيفي، أعلنت أجهزة المخابرات التابعة للسلطة الفلسطينية أنها ألقت القبض على سعدات واقتادته إلى رام الله، ورفض رئيس السلطة الفلسطينية آنذاك، الزعيم الراحل ياسر عرفات، تسليمه إلى إسرائيل، وردًا على ذلك، فُرض حصار على مقر المقاطعة.
وبعد محادثات بين الطرفين، بالتعاون مع الولايات المتحدة وبريطانيا، تم التوصل إلى اتفاق يُقدّم بموجبه سعدات إلى محاكمة عسكرية فلسطينية، ثم يُسجن في سجن في أريحا تحت حراسة عناصر أميركية وبريطانية.
وبعد فوز حماس في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية عام 2006، أعلنت الحركة عن نيتها إطلاق سراح سعدات.
في منتصف مارس/ آذار من ذلك العام، انسحب الحراس البريطانيون والأميركيون من سجن أريحا، وبعد ذلك بوقت قصير، حاصر الجيش الإسرائيلي السجن الذي كان يُحتجز فيه سعدات، بعد ساعات قليلة، أُلقي القبض عليه.
وفي عام 2008، حُكم عليه بالسجن 30 عامًا من قِبَل محكمة عسكرية بتهمة التخطيط لاغتيال الوزير رحبعام زئيفي