تستضيف العاصمة الفرنسية باريس، مساء اليوم الخميس، اجتماعا لوزراء خارجية دول أوروبية وعربية لمناقشة المرحلة الانتقالية في قطاع غزة بعد التوصل إلى اتفاق يفضي إلى وقف إطلاق النار.
خطة السلام
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مصادر دبلوماسية فرنسية قولها، إن هذا الاجتماع يشكل خطوة جديدة ضمن الجهود المستمرة التي تقودها فرنسا منذ عدة أشهر لإنهاء الحرب في غزة وفتح الطريق نحو السلام، واستمرارا للمبادرة الفرنسية السعودية الداعمة لحل الدولتين.
وقالت المصادر إن هذا الاجتماع سيعقد بالتزامن مع المفاوضات بين إسرائيل وحماس التي تُجرى في مصر حاليا، ويهدف إلى مناقشة كيفية تنفيذ خطة السلام التي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مما يتيح تحديد آليات التزام جماعي نحو تفعيل الدولة الفلسطينية.
وأوضحت أن الهدف من الاجتماع يتمثل في إظهار الاستعداد للعمل معا وبالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة، لتفعيل المعايير الرئيسية لليوم التالي بعد الحرب والتي ترتكز على عدة محاور رئيسية من الأمن، والحوكمة، وإعادة الإعمار، وتوضيح آليات التزام جماعي في هذا الشأن.
وبحسب التقرير من المتوقع مشاركة وفود من مصر وقطر والأردن، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، وإندونيسيا، وتركيا، وكندا، بالإضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس.
ويُناقش الاجتماع الوزاري قوة الاستقرار الدولية والحكم الانتقالي في غزة والمساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار ونزع سلاح حماس ودعم السلطة الفلسطينية وقوات الأمن الفلسطينية.
وكان من المتوقع في البداية أن يشارك وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في هذا الاجتماع، إلا أنه لن يحضر، وفقا لمصادر دبلوماسية فرنسية.
صفقة التبادل
ويستعد العالم خلال الساعات القادمة لانطلاق تنفيذ صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأعلنت حركة حماس، اليوم الخميس، أن المرحلة الأولى تشمل إطلاق سراح 2000 أسير مقابل 20 محتجزا، وتجرى عملية التبادل بإشراف مصري قطري تركي أميركي.
وأفادت القناة 13 بأنه حتى هذه اللحظات لا تزال تجرى في شرم الشيخ مناقشات بشأن هويات الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم.
وبحسب القناة الإسرائيلية فإن وفد تل أبيب ينتظر القائمة النهائية، وبعد استلامها سيعود إلى البلاد تمهيدًا لاجتماع الحكومة هذا المساء.
وأطلقت أخبار الاتفاق احتفالات في إسرائيل وغزة وخارجها، حيث أطلقت عائلات المحتجزين الألعاب النارية، بينما صفق الفلسطينيون وهللوا على أمل انتهاء إراقة الدماء.
ويقول مسؤولو حماس إن الأمر سيستغرق وقتا أطول لانتشال رفات المحتجزين القتلى، ويُعتقد أن عددهم حوالي 28 محتجزا، من تحت الأنقاض في غزة.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن إسرائيل وحماس وقعتا على المرحلة الأولى من خطته للسلام. وقال إنه بموجب الاتفاق سيتم إطلاق سراح جميع المحتجزين قريبًا جدًا، وسحب إسرائيل قواتها إلى خط متفق عليه كخطوات أولى نحو سلام قوي ودائم.
وجاء الاتفاق بعد يوم واحد فقط من الذكرى الثانية لبدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتُعدّ المحادثات غير المباشرة الجارية في مصر بمثابة الاختراق الأبرز نحو إنهاء الحرب، التي توسّع نطاقها ليشمل أطرافاً إقليمية كإيران واليمن ولبنان، وزاد من عزلة إسرائيل الدولية.باريس تستضيف اجتماعا حول اليوم التالي لانتهاء حرب غزة