الحية: العالم وقف مذهولاً أمام صمود غزة

أعلن رئيس وفد حركة «حماس» في المفاوضات، الدكتور خليل الحية، مساء اليوم الخميس، أنهم توصّلوا إلى اتفاق لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وبدء تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار، يتضمّن انسحاب قوات الاحتلال وإدخال المساعدات وفتح معبر رفح في الاتجاهين، إلى جانب تبادل الأسرى.

وفي كلمة وجهها لأهالي القطاع، قال الحية مخاطبًا أهل غزة: «لقد وقف العالم مذهولًا أمام ما بذلتموه من عطاء وتضحية وثبات»، مؤكّدًا أن أهل القطاع خاضوا «حربًا لم يشهد لها العالم مثيلًا».

وخلال حديثه، استعرض الحية بطولات قادة المقاومة مثل إسماعيل هنية وصالح العاروري ويحيى السنوار وأبو خالد الضيف، مؤكدًا أنهم «اصطفّوا لله فصدقوا عهدهم». كما وصف مقاتلي المقاومة بأنهم قاتلوا من نقطة الصفر، وأفشلوا مخططات التهجير والتجويع التي خطط لها العدو.

 

وأشار إلى أن فصائل المقاومة لم تقف فقط على الأرض، بل كانت حاضرة في طاولة المفاوضات، «داعين مصلحة شعبنا وحقن الدم نصب أعيننا»، لكنه أضاف أن العدو «ماطل وارتكب المجازر وأجهض جهود الوسطاء تكرارًا».

وأكد الحية التزام «حماس» بخطة الرئيس الأميركي ترامب، قائلًا إن الحركة قدّمت ردها إلى الوسطاء الذي يعكس رؤيتها لوقف الحرب، مع الإشارة إلى أن تسليم جثث القتلى الإسرائيليين «تحدٍ كبير» نظرًا للتطورات الأمنية، وأن توقيت ذلك لا يمكن تحديده بدقة.

وبخصوص تبادل الأسرى، أعلن الحية أن الاتفاق يتضمن إطلاق 250 أسيرًا من أصحاب الأحكام المؤبدة، و1700 من معتقلي الغزيين الذين اعتُقلوا بعد 7 أكتوبر، بالإضافة إلى إطلاق سراح جميع النساء والأطفال، في حين ردّد أن الحركة تنتظر تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.

وتابع الحية أن الحركة تسلّمت «ضمانات من الإخوة الوسطاء ومن الإدارة الأميركية» تؤكد أن «الحرب انتهت بشكل تام»، مؤكدًا التزامه بالعمل مع القوى الوطنية والإسلامية لاستكمال المراحل المقبلة، وتحديد مصير الشعب الفلسطيني بنفسه حتى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

وختم كلمته بتحية شعبه في غزة والضفة المحتلة والشتات، ورجال المقاومة والنساء والأطفال والشهداء، مع تجديد التقدير للدول الوسطاء كـمصر وقطر وتركيا، والدول التي تضامنت مع القضية الفلسطينية في أنحاء العالم.

توقيع الاتفاق

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الخميس، الموافق 9 أكتوبر/تشرين الأول، إنه سيذهب إلى مصر لحضور التوقيع الرسمي على اتفاق غزة.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أجرى، اليوم الخميس، اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وقال ترمب إنه سيحاول القيام بزيارة إلى مصر للمشاركة في حفل التوقيع الرسمي لاتفاق السلام.

وصرّح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسي وجّه التهنئة للرئيس ترمب على نجاح جهوده الحثيثة في وقف الحرب في قطاع غزة، معربًا عن تقديره البالغ لشخص الرئيس الأميركي وحرصه على إنهاء الحرب.

من جانبه، أعرب الرئيس ترمب عن سعادته البالغة بما وصفه بـ«الإنجاز التاريخي»، وبالعلاقة الوطيدة التي تجمعه بالرئيس السيسي، مشيرًا إلى أن الأنظار كانت تتجه نحو مصر خلال الأيام الماضية لمتابعة مفاوضات شرم الشيخ والتوصل إلى اتفاق وقف الحرب.

وأشار إلى أن التوصل إلى هذا الاتفاق هو إنجاز تاريخي، تحقق بفضل حرص الرئيس ترمب وجهوده الصادقة لتحقيق السلام، مؤكدًا أنه «يستحق عن جدارة جائزة نوبل للسلام».

وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيس السيسي شدد على ضرورة المضي قدمًا نحو تنفيذ الاتفاق بجميع مراحله، مؤكدًا أهمية دعم الرئيس ترمب ورعايته لتنفيذ البنود.

وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيس السيسي وجّه دعوة إلى الرئيس ترمب للمشاركة في الاحتفالية التي ستُعقد في مصر بمناسبة إبرام الاتفاق، بوصفه اتفاقًا تاريخيًا يعكس الجهود المشتركة لمصر والولايات المتحدة والوسطاء الدوليين. وقد رحّب ترمب بالدعوة، معربًا عن سعادته بزيارة مصر، التي يكنّ لها كل التقدير والاحترام.