قيادي بحماس: لن نشارك في مراسم توقيع اتفاق غزة بمصر

أكد مسؤول كبير في حركة  حماس، اليوم السبت، أن الحركة مستعدة للقتال إذا استؤنفت الحرب في غزة، معتبرا أن من العبث الحديث عن خروج قادتها من القطاع بموجب خطة السلام التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وتوقع عضو المكتب السياسي للحركة حسام بدران، في تصريحات لوكالة فرانس برس، أنّ تكون مفاوضات المرحلة الثانية من خطة السلام التي طرحها ترمب أكثر صعوبة وتعقيدا.

وجاءت تصريحاته في اليوم الثاني من وقف إطلاق النار بين إسرائيل والحركة.

توصلت إسرائيل وحماس، يوم الخميس، إلى اتفاق في مدينة شرم الشيخ المصرية مهّد لإنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ عامين، تتضمن مرحلته الأولى وقفا لإطلاق النار والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية وبدء إدخال المساعدات الإنسانية الى القطاع المحاصر والمدمر.

وتشمل نقاط أخرى وردت في خطة الرئيس ترمب وسيتم التفاوض في شأنها لاحقا نزع سلاح حماس وأن تتولى إدارة دولية انتقالية (مجلس السلام) برئاسة ترمب نفسه حكم قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.

نزع السلاح

اعتبر بدران، في مقابلة حصرية جرت في الدوحة، حيث حاولت إسرائيل اغتيال قادة الحركة الشهر الماضي، أنّ سلاح الحركة أمر طبيعي.

وقال بدران «يجب الإشارة إلى أنّه ليس سلاح حماس وحدها، نحن اليوم نتحدث عن سلاح هو سلاح الشعب الفلسطيني كله.. السلاح في الحالة الفلسطينية هو شيء طبيعي وجزء من التاريخ والحاضر والمستقبل».

وأضاف «حماس تتمسك بعدم التخلي عن سلاحها، لن تتخلى حماس عن سلاحها.. هذا هو الوضع الطبيعي كما قلت لكل شعب يعيش تحت الاحتلال».

وتابع «يتحدث الناس عن سلاح حماس، عن أي سلاح يتحدثون؟ هل يتحدثون عن الدبابات؟ عن الطائرات الحربية المقاتلة؟ عن الأسلحة النوعية؟ السلاح الموجود لدى حماس ولدى المقاومة هو سلاح فردي للدفاع عن الشعب الفلسطيني».

وقال بدران «أعتقد أن كل المراقبين والمتابعين لم يكونوا يتوقعون أن هذه الحرب ستستمر عامين، لكن المقاومة بكتائب القسام (الجناح العسكري لحماس) وغيرها ظلت قادرة على الصمود والتحمل وتوجيه الضربات لجيش الاحتلال».

وأضاف «نحن نأمل أن لا نعود إلى هذه المرحلة لكن.. بلا شك إذا فرضت هذه المعركة فان حماس ستواجه وستبذل كل ما لديها من إمكانيات لصد هذا العدوان».

واعتبر بدران أنّ المرحلة الثانية من المفاوضات «ليست بسهولة المرحلة الأولى».

وقال إنّ «المرحلة الثانية في خطة ترمب، من الواضح من خلال النقاط التي وردت فيها أنها تنطوي على الكثير من التعقيدات والكثير من الصعوبات وهذا يتطلب تفاوضاً ربما أطول، لكنه يتطلب قبل ذلك أيضا حواراً وطنياً فلسطينياً للخروج بإجابة وطنية فلسطينية».

قادة حماس

وقال بدران إنّ «قادة حماس الموجودين في قطاع غزة متواجدون على أرضهم.. أرضهم التي عاشوا عليها سنوات طويلة وبين أهلهم وشعبهم، وبالتالي الوضع الطبيعي أن يبقوا هناك».

وأضاف أنّ «الاستثناء هو أن يكون الفلسطيني خارج بلده وخارج أرضه.. على العكس، نحن نتوق إلى اليوم الذي نرجع فيه إلى أرضنا التي أبعدنا وهجرنا منها».

وتابع أنّ «الحديث عن إخراج الفلسطيني، سواء من حماس أو غيره، من أرضه هو حديث عبث وهراء ولا يمكن أن يوافق عليه أي فلسطيني».

توقيع الاتفاق

أكّد بدران أنّ حماس منخرطة في المفاوضات بشكل غير مباشر من خلال الوسطاء. وقال «نحن نتعامل في شكل أساسي عبر الوسطاء القطريين والمصريين طبعا، وأيضا دخل الأتراك مؤخرا على هذا الخط».

وأعلن أنّ «حماس لن تكون مشاركة في عملية التوقيع. فقط الوسطاء والمسؤولون الأميركيون والإسرائيليون».

قال بدران «ليس المهم أن يتحقق هذا الأمر في الفترة القريبة القادمة أو لا يتحقق، المهم أن يدرك العالم أن تجاهل القضية الفلسطينية لا يمكن أن يتم».

وأضاف «إذا لم نأخذ حقنا في إقامة الدولة خلال هذه المرحلة القادمة فلن يكون هناك استقرار في هذه المنطقة، وسوف يواصل الشعب الفلسطيني نضاله ومقاومته بكل الأشكال وبكل الأساليب إلى أن يتحقق هذا الهدف الأساسي».