أعلن أربعة مدرسين استقالتهم من قطاع التربية وإصلاح نظام التعليم، بسبب الظروف التي يمارس فيها المدرسون عملهم.
وكان أستاذ آخر قد أعلن استقالته ضمن فيديو نشره قبل أيام مبررا إياها بصعوبة ظروف المدرسين .
يقول المثل "لا دخان بلا نار" فليس من المعقول أن يُـقدم المرء على تقديم استقالة من وظيفته إلا تحت دوافع ضاغطة جعلته لا يجد خيارات أخرى .
مهتمون بالتعليم، يرون أن السبب الرئيسي هو الظروف التي يعيشها كثير من المدرسين؛ ضغوطات كثيرة منها المادي المتعلق بضعف الرواتب والعلاوات مقابل ارتفاع تكاليف الحياة بشكل يومي .
وهنالك أسباب أخرى تتعلق بظروف العمل، حيث يجد المدرس نفسه يعمل في بيئة صعبة من حيث البعد ومشقة الوصول للمؤسسة، وعدم توفير الحد الأدنى من أدوات العمل المطلوبة كالكتب وغيرها، مع ضعف اهتمام بتوفير ظروف مريحة في العمل كالتعاطي بسلاسة من مرؤوسيه، وتوفير الحد الأدنى من أسباب الراحة في المؤسسة .
هنالك أسباب تتعلق بما يصفه بعض المدرسين بعدم تجاوب الجهات الرسمية ومراعاتها لمطالبهم بخصوص الحالات الإنسانية، ولمّ الشمل وصعوبات كبيرة تتعلق بالتحويل والحصول على الترقية، وبالتالي يكون المدرس مجبرا على ترك التعليم تحت إكراهات لا مناص منها .
إن تحسين ظروف المدرسين ماديا ومعنويا يبقى هو الضامن الوحيد لبلوغ المدرسة الجمهورية لأهدافها، ومادام المدرسون يستقيلون من التعليم بسبب ما يصفونه بـ"ظروف العمل" فإن الوصول لتأسيس تلك المدرسة واستمراريتها في خطر.
ختاما : الجهات العليا تسعى لتاسيس المدرسة الجمهورية، وهي مشروع هام نحلم بتحقيقه جميعا، لكن في المقابل على تلك الجهات أن تعلم أن المدرس هو حجر الزاوية وتحافظ عليه، بجعله في ظروف مادية ومعنوية جيدة، ما دمنا لسنا كـدُوَل راقية تعتبررفاهية المدرس شرطا لتقدم وازدهار أوطانها.