زعيم الديمقراطيين: ترمب والجمهوريون يستخدمون الجوع سلاحا

اتهم زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب الأميركي، حكيم جيفريز، اليوم الأحد، الرئيس دونالد ترمب والجمهوريين باستخدام الجوع سلاحا، في ظل الإغلاق الحكومي المستمر والذي يعرقل المساعدات الغذائية الأساسية لملايين من الأميركيين من ذوي الدخل المنخفض.

وحذر حكيم جيفريز من أن الحزب الجمهوري «لم يكن جادا» بشأن إعادة فتح الحكومة التي لا تزال مغلقة منذ 5 أسابيع، ما أدى إلى أضرار بمليارات الدولارات على الاقتصاد، مترافقا مع تبادل اتهامات حادة بين الجانبين.

واتهم جيفريز الجمهوريين الذين خرج العديد منهم من واشنطن في ظل سعي القيادة الجمهورية إلى إبقاء مجلس النواب معطّلا، بافتعال أزمة، بما في ذلك وقف تمويل برنامج المساعدات الغذائية التكميلية (SNAP) الذي يوفّر مساعدات غذائية لأكثر من 42 مليون أميركي.

وقال لشبكة «سي ان ان»، «نريد إعادة فتح الحكومة، نريد التوصل إلى اتفاق بشأن الإنفاق يجعل الحياة أفضل بالنسبة الى الأميركيين العاديين».

وأضاف «من المؤسف للغاية أنّ دونالد ترمب والجمهوريين قرروا استخدام الجوع سلاحا وحجب فوائد برنامج المساعدات الغذائية التكميلية، انتهاكا لقرارين أصدرتهما محكمتان فدراليتان شددتا على أنه لا ينبغي لأي شخص في هذا البلد أن يبقى بدون مساعدته الغذائية».

استخدام أموال الطوارئ 

وأمر قاضٍ فدرالي الحكومة مؤخرا باستخدام أموال الطوارئ لضمان استمرار برنامج المساعدات الغذائية.

وبينما أعرب ترمب عن استعداده للامتثال، قال إنه بحاجة إلى مزيد من التوضيح بشأن كيفية تنفيذ القرار قانونيا.

وأعرب جيفريز عن استيائه من تعليق التمويل للبرنامج، الذي يعمل من دون انقطاع منذ 60 عاما.

وفي ظل عدم وجود نهاية في الأفق لهذا الجمود، ورفض ترمب لقاء الديمقراطيين في الكونغرس ما لم يتم فتح الحكومة أولا، اتهمت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت الديمقراطيين بالرغبة في «إعادة التفاوض على نظام الرعاية الصحية بكامله».

وقالت لقناة فوكس نيوز، «لهذا السبب يحتجزون الحكومة رهينة».

ويتلقى شخص من كل ثمانية أميركيين تقريبا إعانات غذائية من الحكومة الأميركية، في إطار برنامج معرض لخطر فقدان تمويله نهاية الأسبوع بسبب الإغلاق الحكومي المستمر منذ أكثر من شهر.

وأحد هؤلاء المستفيدين من البرنامج هو إريك دنهام البالغ 36 عاما الذي أصيب بإعاقة بعد حادث ويعتمد على برنامج المساعدة الغذائية التكميلية الفدرالي «سناب» لسد احتياجاته الأساسية.

وقال دنهام لوكالة فرانس برس «إذا لم أحصل على مساعدة غذائية لن اتمكن من تدبر أمر الطعام»، موضحا أنه بعد تغطية جميع نفقاته، يبقى لديه فقط 24 دولارا شهريا.

وأضاف دنهام وهو والد لمراهقَين: «هذا كل ما لدي. والباقي يذهب لنفقة الأطفال». 

منذ إغلاق مؤسسات الحكومة الفدرالية في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول بسبب خلافات مستمرة حول الميزانية بين الجمهوريين والديموقراطيين في الكونغرس، أعلنت إدارة الرئيس دونالد ترمب أنها لن تتمكن من تمويل برنامج «سناب»اعتبارا من السبت، وهو أول توقف للبرنامج منذ إنشائه قبل ستة عقود.

وتدخل قاض فيدرالي الجمعة وأمر الحكومة باستخدام أموال الطوارئ لمواصلة عمل برنامج الإعانات، وعبر ترمب عن استعداده للإبقاء على تمويله.

لكن العديد من المستفيدين تضررت مساعداتهم وسط هذه الصراعات البيروقراطية.

تسريح من العمل

وتمكن دنهام، الذي يعمل في قطاع الخدمات، وإن بدوام جزئي منذ الحادث، من الحصول على بعض السندويشات والمشروبات بعد ظهر السبت، والتي وزعها مطعم «بوتيه بينييه وتابيوكا» في شمال غرب هيوستن.

وقال صاحب المطعم نان نغو البالغ 37 عاما: «هناك الكثير من حالات التسريح من العمل، وفوق ذلك، لدينا إغلاق حكومي وتوقف مزايا برنامج سناب، لم يكن أحد يعرف ما سيحدث، لذلك قمت بإعداد سندويشات لمستفيدين من البرنامج حتى يتمكنوا على الأقل من تناول وجبة واحدة».

ورغم أن دنهام لم يتمكن من استخدام بطاقة برنامج سناب به لسداد ثمن الطعام لنغو، إلا أنه عانقه بحرارة معبرا عن امتنانه.

لا شيء استثنائي

في أماكن أخرى من المدينة، اصطف آلاف الأشخاص الذين لم يحصلوا على معونات غذائية أو يخشون عدم الحصول عليها قريبا في سياراتهم أمام استاد «إن آر جي»حيث يوزع بنك الطعام في هيوستن فاكهة ومواد غذائية غير قابلة للتلف.

وصرح رئيس بنك الطعام برايان غرين، لوكالة فرانس برس أن توقف برنامج سناب يؤثر على «حوالي 425 ألف أسرة في منطقة هيوستن وحدها».

وأضاف «لذا تبذل جميع المجتمعات المحلية جهودا لمساعدة هذه الأسر على تدبير أمورها في هذه الأثناء».

ورغم صدور أمر قضائي باستئناف تمويل البرنامج خلال فترة الإغلاق، أوضح غرين «ستمضي عدة أيام قبل أن تتمكن الولايات من إعادة تشغيل البرنامج. لقد اضطرت جميعها إلى التوقف بسبب نفاد الأموال».

وأثرت مسألة الإعانات على ساندرا غوزمان، وهي أم لطفلين تبلغ 36 عاما قدمت طلبا للحصول على قسائم مساعدات غذائية الأسبوع الماضي، لكن أُبلغت بعدم توفرها. فاضطرت للبحث عن مساعدات غذائية من مكان آخر في هذه الأثناء.

وقالت غوزمان لوكالة فرانس برس «المسألة لا تتعلق بشيء استثنائي أو فاخر، بل هو أمر أساسي كتأمين الطعام لأطفالي. أعتقد أن قسائم الطعام تُغطّي 40% من نفقاتي».

«فوضى محتملة»

انتظرت ماري ويلوبي، البالغة  72 عاما والمقيمة في هيوستن، في صف طويل أمام الملعب مع حفيدتها للحصول على مساعدة غذائية. وتعتقد هذه المرأة أن استمرار تجميد المساعدات قد يُسبب فوضى واسعة النطاق.

وقالت «نحن بحاجة إلى معوناتنا الغذائية. نحن بحاجة إلى ضماننا الاجتماعي وإلى الرعاية الطبية... إذا ألغينا كل ذلك، فلن يكون هناك سوى حرب كبيرة الآن لأن الناس سيبدأون بالسرقة».

ورأت كارولين غاي البالغة 51 عاما والتي كانت تقف أيضا في الطابور، أن من السخافة أن تدفع إدارة ترمب الملايين لتشييد قاعة رقص جديدة في البيت الأبيض بينما تتحدث عن عدم وجود أموال لتمويل برنامج المساعدة الغذائية التكميلية.

وقالت «لماذا تأخذون أشياءنا منا؟ نحن نعمل بجد» مضيفة «يمكنك أن تأخذ معوناتنا الغذائية منا، لكن ها أنت تُجهّز لبناء قاعة رقص؟ الأمر غير منطقي».