الرفاعي للغد: مخطط استيطاني إسرائيلي لفصل القدس عن رام الله

قال المستشار الإعلامي لمحافظة القدس، معروف الرفاعي، إن إسرائيل تستهدف إقامة 9,000 وحدة استيطانية في هذه المنطقة، وخاصة على أراضي مطار القدس، ضمن مخطط استيطاني جديد.

وأوضح الرفاعي، خلال لقاء على شاشة «الغد»، أن المخطط الإسرائيلي طُرح عام 2021 في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، إلا أنه جرى تجميده آنذاك.

وأشار إلى أن الأراضي التي تستهدفها إسرائيل هي أراضٍ تُصنّف «أملاك دولة» منذ الحكم العثماني.

وحذّر المستشار الإعلامي من أن المخطط الإسرائيلي سيفصل القدس عن مدينة رام الله، قائلًا: «المخطط الإسرائيلي يُلغي مطار القدس ولا يترك بديلًا عنه».

وطالب المستشار الإعلامي لمحافظة القدس بضرورة ممارسة ضغط دولي للحفاظ على مطار القدس.

كما حذّر من أن إسرائيل لديها خطة «القدس 2050» التي تستهدف توسيع حدود القدس لتصل إلى بيت لحم جنوبًا وأريحا شرقًا.

تصعيد خطير

وفي وقت سابق، اعتبرت محافظة القدس أن دفع سلطات الاحتلال الإسرائيلي قدمًا بمخطط إقامة مستوطنة ضخمة على أراضي مطار القدس الدولي، شمالي القدس المحتلة، يشكّل تصعيدًا خطيرًا في سياسة الاستيطان.

وأوضحت المحافظة، في بيان لها، أن ذلك يستهدف بشكل مباشر ضرب التواصل الجغرافي والديموغرافي الفلسطيني بين القدس ورام الله، في محاولة لفرض وقائع استيطانية جديدة تقوّض أي أفق سياسي قائم على حل الدولتين، وتمنع تطور القدس الشرقية كمركز حضري وسياسي للدولة الفلسطينية.

وأكدت المحافظة أن المخطط الاستيطاني يهدف إلى إنشاء نحو 9,000 وحدة استيطانية في قلب فضاء حضري فلسطيني كثيف يضم كفر عقب وقلنديا والرام وبيت حنينا وبير نبالا، متابعة: «ما يشكّل تهديدًا مباشرًا للحيّز الحضري الفلسطيني المتكامل شمال القدس، ويُعمّق سياسة الفصل والعزل المفروضة على المدينة ومحيطها».

وتابعت أن ما تُسمى «اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء الإسرائيلية» تعتزم عقد جلسة يوم 17 ديسمبر/كانون الأول الجاري لبحث الدفع بالمخطط، وقد تشهد الجلسة المصادقة على المبادئ الأساسية له، بما في ذلك تخصيص مساحات تجارية وعامة.

فصل القدس

وأوضحت أن ذلك يأتي رغم محاولات سابقة عام 2021 فشلت نتيجة اعتراضات رسمية من وزارتي حماية البيئة والصحة الإسرائيليتين، إضافة إلى تجميد المخطط سابقًا خلال ولاية الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما.

وفي هذا السياق، أشارت المحافظة إلى أن وزارة المالية الإسرائيلية طلبت خلال ديسمبر/كانون الأول 2025 مصادقة لجنة المالية في الكنيست على تحويل 16 مليون شيكل لوزارة حماية البيئة، بذريعة «تأهيل الأراضي الملوثة»، بما يشمل مطار القدس الدولي، في خطوة تهدف عمليًا إلى ما وصفته بإزالة العوائق البيئية المصطنعة وتسريع تنفيذ المشروع الاستيطاني.

وبيّنت أن غالبية أراضي المخطط مصنفة كـ«أراضي دولة» منذ فترة الانتداب البريطاني، رغم وجود أجزاء واسعة من الأراضي الخاصة الفلسطينية التي يعتزم الاحتلال إخضاعها لإجراءات توحيد وتقسيم قسرية دون موافقة أصحابها، في انتهاك واضح لحقوق الملكية الخاصة.

وحذّرت محافظة القدس من أن تنفيذ هذا المخطط سيُنشئ جيبًا استيطانيًا يفصل شمال القدس عن محيطها الفلسطيني، ويُعمّق سياسة تقطيع أوصال المدينة، مؤكدة أنها ستواصل فضح المخطط ومخاطبة المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية، باعتباره انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.