أقدم مستوطنون متطرفون فجر الأربعاء على إحراق مركبتين، وكتبوا شعارات عنصرية على جدران بلدة عين يبرود شمال شرقي رام الله.
تأتي هذه الاعتداءات في ظل تصاعد كبير في هجمات مجموعات تطلق على نفسها اسم «تدفيع الثمن»، وينفذها مستوطنون في قرى شرق رام الله والتي تزايدت وتيرتها بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة.
وقال تقرير سابق صادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن البؤر والمزارع الاستيطانية تواصل انتشارها في مختلف مناطق الضفة، بالتوازي مع ارتفاع متواصل في جرائم المستوطنين ضد الفلسطينيين.
وبحسب أحدث تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة «أوتشا»، سجّل شهر أكتوبر/تشرين الأول 2025 أعلى مستوى من عنف المستوطنين منذ بدء توثيق هذه الأحداث عام 2006، مع تسجيل 264 هجومًا أسفرت عن سقوط ضحايا أو أضرار بالممتلكات خلال شهر واحد.
اقتحام جنين
وبالتوازي، اقتحمت قوات خاصة إسرائيلية فجر اليوم الأربعاء، الحي الشرقي في مدينة جنين شمال الضفة الغربية.
وقالت مصادر لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إن قوات خاصة إسرائيلية اقتحمت الحي الشرقي تبعتها تعزيزات عسكرية لجيش الاحتلال من حاجز الجلمة وداهمت منزلاً في الحي وحولته لثكنة عسكرية فيما حاصرت منزلاً آخر.
وأضافت المصادر، أن قوات الاحتلال تشن حملة احتجاز واسعة في صفوف الفلسطينيين وتحقق معهم.
وفي ذات السياق، قررت مديرية تربية جنين تأجيل الدوام الدراسي اليوم الأربعاء في المدارس الحكومية والخاصة ورياض الأطفال إلى يوم غدٍ الخميس، وذلك للحفاظ على سلامة الطلاب.
عمليات الإخلاء
وفي مخيم نور شمس، تستعد عشرات العائلات النازحة لإخلاء ما تبقى من محتويات منازلها شرق مدينة طولكرم، عقب تسليم سلطات الاحتلال أوامر هدم تطال 25 بناية سكنية في أحياء المسلخ والمنشية والقلنسوة داخل المخيم، في خطوة تنذر بتوسع جديد في عمليات التدمير والنزوح.
وأفاد مراسلنا بأن جيش الاحتلال برّر قرارات الهدم بـ«ضروراتٍ عملياتية»، مشيرًا إلى أنه نفّذ منذ بدء عمليته العسكرية أواخر يناير/كانون الثاني الماضي خمسة مخططات لشق طرقات عسكرية داخل المخيم، ما أدى إلى تدمير واسع في البنى التحتية والمنازل وتشريد المئات من السكان.
وقال مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في الضفة الغربية، رولاند فريدريك، إن أخبارا صادمة جديدة تتوالى من شمال الضفة الغربية عقب إصدار القوات الإسرائيلية أمر هدم جديد يستهدف مخيم نور شمس.
وأكد أن نحو 25 مبنى داخل المخيم مهددة بالهدم الوشيك اعتبارًا من 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري، ما سيؤدي إلى تفاقم معاناة مئات اللاجئين الفلسطينيين الذين عانوا سابقًا من النزوح القسري.
وأضاف فريدريك أن صور الأقمار الصناعية تظهر أن قرابة 48% من مباني المخيم تضررت أو دُمّرت بالفعل قبل صدور الأوامر الأخيرة، وهو ما يعكس حجم الدمار المتراكم داخل المخيم منذ بدء العمليات العسكرية المتكررة، والتي خلفت واقعا إنسانيا كارثيا يفاقم أزمة النزوح والتهجير في شمال الضفة الغربية.
انتهاكات إسرائيلية
يقطن الضفة الغربية 2.7 مليون فلسطيني يتمتعون بحكم ذاتي محدود تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي، بينما يوجد بها مئات الآلاف من المستوطنين الإسرائيليين.
وتعتبر القوى العالمية المستوطنات، المقامة على أراض احتلتها إسرائيل في حرب 1967، غير شرعية، ودعت قرارات عديدة صادرة عن مجلس الأمن الدولي إسرائيل إلى وقف جميع الأنشطة الاستيطانية.
ووفقا لما قاله سكان من مخيم نور شمس لرويترز في وقت سابق من العام، هدم الجيش الإسرائيلي في مارس/آذار الماضي أجزاء كبيرة من المخيم لإفساح الطريق أمام المركبات العسكرية، مما تسبب في تشريد آلاف السكان.
وشدد الجيش القيود على الحركة ونفذ حملات مداهمة واسعة النطاق في مدن عدة، مرجعا ذلك إلى ضرورة استئصال من وصفهم بـ«العناصر المشتبه في انتمائها إلى جماعات مسلحة».
واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش إسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، على خلفية ما وصفته بعمليات طرد قسري في الضفة الغربية.
