تعثر الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة.. هل تنهار خطة ترمب؟

بين ركام غزة تقف خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على حافة اختبار وجودي، تتنازعها الحسابات الأمنية وضغوط الوسطاء ومواقف الأطراف المتصارعة. 

اتفاق لم يجف حبره بعد.. لكنه بات أسير تفاصيل عالقة.. وجثة مفقودة.. وتصريحات متبادلة تشي بأن الطريق إلى المرحلة الثانية لم يعد معبدا كما كان مرسوما. 

فالخطة المؤلفة من عشرين بندا لم تكتمل مرحلتها الأولى حتى الآن بسبب عدم تسليم الفصائل الفلسطينية في القطاع الجثة المتبقية من جثث المحتجزين الإسرائيليين وهو الأمر الذي تتذرع إسرائيل به بغض النظر عن السبب وراء ذلك.

وكان يفترض بموجب خطة ترمب أن تنتهي استحقاقات المرحلة الأولى من الاتفاق في غضون 72 ساعة من توقيعه.. إلا أن الفصائل الفلسطينية تقول إنها تواجه صعوبات في العثور على تلك الجثة في ظل ضعف إمكانيات البحث.

وفي المقابل تشن إسرائيل ضربات شبه يومية في القطاع.. وتواصل سياسة الاغتيالات بحق كوادر حركة حماس.. وسط تبادل للاتهامات بين الجانبين بخرق اتفاق وقف إطلاق النار.
 

وفي ظل عدم وجود أي مؤشرات على الانتقال إلى المرحلة الثانية.. بدأ بعض قادة حماس مؤخرا في إطلاق تصريحات تشي بتراجع الحركة عن الالتزام ببند نزع السلاح.. مع اقتراح تجميده.

وعلى الجانب الآخر تتلقف تل أبيب هذه التصريحات وتبرزها في محاولة منها لإلقاء كل اللوم على حماس في عدم إحراز تقدم على صعيد تنفيذ بنود الاتفاق وسط تلويح باستئناف الحرب بين الحين والآخر.

ووسط حالة عدم اليقين التي تخيم على المشهد، تواصل الولايات المتحدة ضغوطها بغية دعم الاتفاق والحيلولة دون انهياره.

وفي هذا السياق.. نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين قولهم إن البيت الأبيض وجه رسالة شديدة اللهجة لنتنياهو بشأن اغتيال القيادي العسكري البارز في حماس رائد سعد واعتبره يمثل انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار.

ومع تصاعد الضربات الإسرائيلية وتبدل نبرة حركة حماس والقلق الدولي المتنامي.. تتحول الخطة من مشروع لاحتواء الحرب إلى ساحة صراع جديدة على تفسير الالتزامات.. وحدود القوة.. ومعنى الاستقرار ذاته في قطاع لم يعرف الهدوء منذ عقود.

وللحديث حول هذا الموضوع ينضم إلينا من واشنطن د. هبة القدسي مديرة تحرير مكتب صحيفة الشرق الأوسط بواشنطن.. ومن الدوحة د. هاني البسوس أستاذ العلوم السياسية.

بعد 65 يومًا من التوقيع.. المرحلة الثانية من خطة ترمب تتعثر مع ذرائع إسرائيل

غضب أميركي من التفاف إسرائيل.. اغتيال رائد سعد يفتح أزمة ثقة بين ترمب ونتنياهو

واتهمت دوروثي شيا ممثلة الولايات المتحدة بمجلس الأمن حركة حماس بمعرفة مكان احتجاز جثة الإسرائيلي الأخير والمماطلة في الإفراج عنها.

وأكدت  ممثلة الولايات المتحدة في كلمتها اليوم الثلاثاء بمجلس الأمن بشأن الاستيطان الإسرائيلي بالضفة الغربية المحتلة، وبخاصة في الأراضي المحتلة، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يريد عودة جميع المحتجزين ولا يمكن أن نمضي خطوة واحدة من دون هذا الشرط.

ودعت ممثلة الولايات المتحدة لتدشين قوة السلام الدولية وتأهيل الشرطة الفلسطينية المتحرى من انتماءاتها، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تتوقع أن ينتهي العنف في الضفة الغربية ولن تسمح لإسرائيل بضمها.

وأضافت أن الولايات المتحدة تعتبر جلسة اليوم محاولة لتشتيت الانتباه عن حقيقة ما يجري في الضفة وتطالب بتنفيذ القرارات السابقة لا تبني قرارات جديدة.

وذكرت ممثلة الولايات المتحدة أن واشنطن تواصل تحسين الوضع على الأرض كل يوم وأن برنامج الغذاء العالمي يقدم يومياً مليوني وجبة ساخنة ويدعم مائتي مخبز.

وأشارت شيا إلى أن المساعدات الإنسانية زادت منذ وقف إطلاق النار، مضيفة أن أكثر من ثلاثين ألف شاحنة دخلت غزة.

وقالت إن حكومة الولايات المتحدة دفعت أكثر من ثلاثين مليون دولار لبرنامج الأغذية العالمية ومؤسسات أخرى من أجل تحسين الأوضاع في غزة.

وزعمت أنه بفضل جهود الولايات المتحدة سيتم فتح معبر اللنبي (جسر الملك حسين) وسيتم إدخال المساعدات.

واتهمت ممثلة الولايات المتحدة منظمة الأونروا بالتبعية لحركة حماس.

وأدانت ممثلة الولايات المتحدة بمجلس الأمن الهجوم في استراليا معتبرة أنه عملاً معادٍ للسامي، موضحة أن الرئيس ترمب يعمل على مكافحة معاداة السامية في كل مكان حتى في الأمم المتحدة.