خلافات داخلية في بريكس تحول دون الاتفاق على بيان مشترك

فشل وزراء خارجية مجموعة بريكس للدول النامية في الاتفاق على بيان مشترك مساء الثلاثاء، مما يسلط الضوء على الخلافات داخل التكتل سريع النمو، في حين أصدرت البرازيل، رئيسة المجموعة، بيانا يندد بالحماية التجارية.

وقالت البرازيل في البيان إن وزراء خارجية المجموعة عبروا خلال اجتماعهم في ريو دي جانيرو عن «قلقهم الشديد إزاء احتمال تجزئة الاقتصاد العالمي وإضعاف التعددية».

ولم يذكر البيان اسم الولايات المتحدة، التي اتخذت تحولا حمائيا حادا بقرار الرئيس دونالد ترمب فرض رسوم جمركية أحادية الجانب على كثير من الدول، مما أثار مخاوف من احتمال تباطؤ الاقتصاد العالمي.

وقال مصدر دبلوماسي إن الفشل في التوصل إلى إعلان مشترك لم يكن متوقعا، مضيفا أن هناك مجالا لتسوية الخلافات قبل يوليو/ تموز، عندما يجتمع زعماء المجموعة في ريو.

وتواجه مجموعة بريكس الموسعة، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا بالإضافة إلى الدول المنضمة الجديدة مصر والسعودية والإمارات وإثيوبيا وإندونيسيا وإيران، تحديات هائلة بسبب الإجراءات التجارية الأميركية.

وجاء في البيان «أن الوزراء عبروا عن مخاوف جدية بشأن تزايد التدابير الحمائية أحادية الجانب غير المبررة التي تتعارض مع قواعد منظمة التجارة العالمية، بما في ذلك زيادة الرسوم الجمركية المضادة والتدابير غير الجمركية بشكل عشوائي».

بريكس تناقش ردا مشتركا على سياسات ترمب التجارية

واجتمع وزراء خارجية مجموعة بريكس للدول النامية يوم الاثنين لمناقشة تبني وسيلة مشتركة للدفاع عن النظام التجاري العالمي وتنسيق ردهم على وابل الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

وقال السفير البرازيلي ماوريسيو ليريو «يتفاوض الوزراء على إعلان لإعادة التأكيد على مركزية... المفاوضات التجارية متعددة الأطراف كونها المحور الرئيسي للعمل في التجارة»..

وتتعرض مجموعة بريكس ككل لانتقادات من ترمب الذي هدد بفرض رسوم جمركية أخرى بنسبة 100 بالمئة إذا مضى التكتل في اعتماد عملة موحدة تحل محل الدولار في العلاقات التجارية.

وأفادت رويترز في فبراير شباط بأن البرازيل تخلت بالفعل عن السعي إلى عملة موحدة خلال رئاستها للمجموعة، غير أن أجندتها قد تمهد الطريق لتقليص الاعتماد على الدولار في التجارة العالمية.

ومع التركيز على قمة الأمم المتحدة للمناخ التي تستضيفها البرازيل في نوفمبر تشرين الثاني، سيناقش وزراء بريكس أيضا موقفا مشتركا بشأن تمويل التصدي لتغير المناخ، وهي من الأولويات الرئيسية للبرازيل في دورة رئاستها.

وتتزايد الضغوط على دول نامية كبرى، منها الصين، من الدول الغنية للمساهمة في تمويل مبادرات التكيف والتخفيف من آثار تغير المناخ في الدول الأكثر فقرا.

وقال ليريو «ما هو غير مدرج على جدول الأعمال هو إعادة النظر في البلدان التي يتعين عليها دفع تكاليف التحول في مجال الطاقة والبلدان التي يمكنها في نهاية المطاف، طوعا، تمويله أيضا. وهذا التمييز مهم جدا».

وأضاف «الالتزام المالي بتمويل التصدي لتغير المناخ والتحول في مجال الطاقة في البلدان النامية يقع على عاتق البلدان الغنية».