أكدت الصين، اليوم الأربعاء، أن علاقتها مع الاتحاد الأوروبي «توفر استقرارا ثمينا» للاقتصاد والتجارة العالميين، في وقت تسعى بكين إلى كسب حلفاء لمساعدتها في الصمود بوجه الحرب التجارية مع واشنطن.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية غوه جياكون في مؤتمر صحفي دوري «من خلال الدفاع المشترك عن النظام التجاري المتعدد الأطراف في السياق الحالي»، فإن الصين والاتحاد الأوروبي «سيوفران استقرارا ثمينا ووضوحا أكبر في الاقتصاد والتجارة العالميين».
الرسوم الجمركية
كانت الحرب التجارية قد ظهرت بوادرها، حين رفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب الرسوم الجمركية على الواردات الصينية هذا الشهر، لتصل فعليا إلى 145% عند أخذ الرسوم التي فرضت في وقت سابق من هذا العام في الاعتبار.
وبعد اندلاع الأزمة، بدأت بكين طرح نفسها كحل أمام الدول التي تشعر بالتهديد من نهج ترمب التجاري. وبحسب تقرير لرويترز، فإنه على الرغم من سجل الصين في الممارسات التي تتسم بالجشع في بعض الأحيان على المستوى الدولي، فإنها تحاول أيضا ملء الفراغ الذي خلفته قراراته.
وقد ترسل الصين، التي تواجه صعوبة في الوصول إلى السوق الأميركية، صادراتها من البضائع الرخيصة إلى أوروبا مما يؤدي إلى خفض التضخم بصورة أكبر.
وأثار استخفاف الإدارة الأميركية بأوروبا وحلف شمال الأطلسي قلقا بالغا، بعدما كانا لفترة طويلة الركيزة الأساسية للأمن عبر الأطلسي، لكن ترمب ومساعديه يتهمونهما باستغلال الولايات المتحدة.
وفي أوائل أبريل/نيسان، التقى رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بالرئيس الصيني شي جين بينغ في بكين، وقالت الصين في الآونة الأخيرة إنها تبادلت وجهات النظر مع الاتحاد الأوروبي بشأن تعزيز التعاون الاقتصادي
الضغط الأقصى
وتكشف تصريحات المسؤولين الصينيين رغبة في عدم الانجرار إلى التصعيد مع الولايات المتحدة، لكن بكين تتشدد في عدم قبول سياسة الضغط الأقصى التي يمارسها ترمب ضد العديد من الدول.
وتدرس الصين إعفاء بعض السلع الأميركية من الرسوم الجمركية البالغة 125 بالمئة، مما يدعم الآمال في خفض التصعيد في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وعلى الرغم من عدم وجود أدلة تذكر على تحقيق تقدم في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بدا أن الجانبين خففا من حدة مواقفهما في الأيام القليلة الماضية، مع إشارة إدارة ترمب إلى انفتاحها على خفض الرسوم الجمركية وإقدام الصين على إعفاء بعض السلع الأمريكية من رسومها البالغة 125 بالمئة.
ويصر الرئيس الأميركي دونالد ترمب على أن تقدما تحقق وعلى أنه تحدث مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، لكن بكين نفت مثل هذه التأكيدات.