روبرت بريفوست أول أميركي يُنتخب بابا للفاتيكان

في سابقة تاريخية، أعلن الفاتيكان، اليوم الخميس، انتخاب الكاردينال الأميركي روبرت فرانسيس بريفوست بابا جديدًا للكنيسة الكاثوليكية، ليصبح بذلك أول أميركي يتولى هذا المنصب الرفيع، خلفًا للبابا الراحل فرنسيس، وقد اتخذ له اسم ليون الرابع عشر.

جاء الإعلان عقب تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة سيستينا في تمام الساعة 18:07 بالتوقيت المحلي (16:07 ت غ)، إيذانًا بإتمام عملية الانتخاب من قبل 133 كاردينالًا اجتمعوا في المجمع المغلق لاختيار خليفة للبابا فرنسيس.

ويأتي انتخاب بريفوست بعد جولات تصويت مكثفة شهدها المجمع خلال الأيام الماضية، وسط تكهنات بشأن اتجاه الكنيسة لاختيار بابا من خارج أوروبا لأول مرة منذ عقود.

وُلد بريفوست في شيكاغو عام 1955، وانضم إلى رهبنة القديس أغسطينوس عام 1977، حيث نذر نذوره الدائمة عام 1981، وحصل على درجة البكالوريوس في الرياضيات من جامعة فيلانوفا، ثم درس اللاهوت في اتحاد اللاهوت الكاثوليكي بشيكاغو، قبل أن ينال درجتي الليسانس والدكتوراه في القانون الكنسي من الكلية البابوية للقديس توما الأكويني في روما.

أمضى بريفوست سنوات مبشرا في بيرو، حيث خدم في أبرشية تشولوكاناس، وتقلد مناصب متعددة منها رئيس المجتمع الديني، ومدير التكوين، وأستاذًا للقانون الكنسي، وفي عام 2001، انتُخب رئيسًا عامًا لرهبنة القديس أغسطينوس، وأُعيد انتخابه لولاية ثانية.

يُعرف البابا ليون الرابع عشر بمواقفه المعتدلة ونهجه الرعوي الذي يركز على الشمولية، ما يجعله شخصية موحدة بعد سنوات من الانقسامات بين التيارات المحافظة والتقدمية داخل الكنيسة.

اختياره لهذا الاسم البابوي قد يشير إلى رغبته في السير على خطى البابا ليون الثالث عشر، المعروف بإصلاحاته الاجتماعية وانفتاحه على قضايا العصر.

في عام 2023، عينه البابا فرنسيس كاردينالًا، وأسند إليه رئاسة مجمع الأساقفة، وهو الهيئة المسؤولة عن تعيين الأساقفة في الكنيسة الكاثوليكية، ما منحه دورًا محوريًّا في إدارة شؤون الكنيسة العالمية.

اختيار بريفوست يُعد تحولًا لافتًا في تاريخ الكنيسة، إذ يُمثل أول بابا من الولايات المتحدة، الدولة ذات النفوذ العالمي الكبير، ما قد يشير إلى توجه جديد في سياسات الفاتيكان. ويُتوقع أن يُلقي البابا الجديد أول خطاب له من شرفة كاتدرائية القديس بطرس خلال الساعات المقبلة، حيث سيُعلن عن الاسم البابوي الذي اختاره.