إسرائيل: شروط اتفاق في غزة تتوفر الآن ومستعدون لبحث وقف دائم للحرب بعد الهدنة

يتحدث مسؤولون إسرائيليون، في الساعات الأخيرة، عن "تقدم" في المفاوضات بين دولة الاحتلال وحركة حماس، وإمكانية التوصل إلى اتفاق هدنة وتبادل للأسرى. وعبّر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر عن تفاؤله بقرب التوصل إلى اتفاق، فيما أشار رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير إلى أن "شروط إبرام اتفاق التبادل ووقف إطلاق النار أصبحت متوفرة الآن". أيضا، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر زعمه وجود "مرونةٍ إسرائيلية كبيرة" في المحادثات، بما في ذلك بشأن ملفات حساسة، مثل محور موراغ جنوبي القطاع.

وأكد رئيس أركان جيش الاحتلال، اليوم الأربعاء، أن شروط إبرام اتفاق التبادل ووقف إطلاق النار في غزة تتوفر الآن، وذلك في وقت تستمرّ فيه مفاوضات الدوحة للتوصل إلى اتفاق بين الاحتلال وحركة حماس. ويأتي تصريح زامير عقب إعلان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن تفاؤله بشأن التوصل إلى اتفاق هدنة مع الحركة، رغم الخلافات وعدم إعلان تحقيق اختراق كبير في المحادثات حتى الآن.

وقال نتنياهو في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية: "نتحدث عن وقف لإطلاق نار لمدة 60 يوماً، يُعاد فيه نصف الرهائن (المحتجزون الإسرائيليون في غزة) الأحياء ونصف الرهائن القتلى إلى إسرائيل. نعم، أعتقد أننا نقترب من التوصل إلى اتفاق. أعتقد أن هناك فرصة جيدة للتوصل إليه".

كذلك، أفادت هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء، نقلًا عن مصدر مطلع على سير المفاوضات، بأن إسرائيل أبدت "مرونة كبيرة" خلال الساعات الأخيرة في المحادثات غير المباشرة مع حماس. وأشار المصدر إلى أن هذه المرونة شملت ملفات حساسة، من بينها ما يتعلق بمحور موراغ.

ساعر: سنتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار

وقبل ذلك، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، خلال مؤتمر صحافي في براتيسلافا مع نظيره السلوفاكي، إن "إسرائيل جادة في رغبتها بالتوصل إلى صفقة تبادل رهائن ووقف لإطلاق النار. أعتقد أن من الممكن تحقيق ذلك. إذا جرى التوصل إلى هدنة موقتة، فسنتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار". ووصل نتنياهو اليوم إلى مقر البنتاغون، للقاء وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، في إطار زيارته لواشنطن، التي التقى خلالها مرّتين الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وسيبحث نتنياهو وهيغسيث، "استمرار التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وإسرائيل"، وفق القناة "14" العبرية.

ترامب: فرصة جيدة جدا

في السياق، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن هناك "فرصة جيدة جدا" لوقف إطلاق النار في غزة "هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل"، وذلك بعد لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الثلاثاء للمرة الثانية خلال يومين. من جهتها، ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية، الأربعاء، أن عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس أكدت تلقيها رسالة من مصدر في البيت الأبيض تفيد بأن ترامب "يريد بشدة إنهاء الحرب على غزة". 

والأحد، بدأ نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، زيارة لواشنطن تستمر حتى يوم غد الخميس، وهي الثالثة خلال ستة أشهر. وكشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أمس الثلاثاء، عن مكافآت أميركية ضخمة من واشنطن لنتنياهو، بالتزامن مع اتفاق مرتقب لوقف إطلاق النار في غزة، في صورة استثمارات أميركية بمليارات الدولارات في البنية التحتية العسكرية الإسرائيلية. وجميع هذه المشاريع ممولة من المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل التي تبلغ قرابة 4 مليارات دولار سنوياً، لكنها زادت وقت الحرب ثلاثة أضعاف.

وانطلقت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل و"حماس" مساء الأحد في الدوحة، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكنها لم تؤدِّ إلى اختراق حتى الآن. وقال موقع "أكسيوس" الأميركي، إن النقطة الخلافية في المفاوضات هي "انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة"، وإن ترامب ونتنياهو ناقشا على مدار اليومين خريطة إعادة الانتشار. وطبقاً للموقع الأميركي، فقد حُلَّت النقاط الخلافية الأخرى، وهي تتعلق بمن يتولى دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وقال نقلاً عن مصدر، إن الطرفين اتفقا على أن تسلم المساعدات الإنسانية في مناطق غزة التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي إلى منظمة الأمم المتحدة أو منظمات دولية غير تابعة لإسرائيل أو لـ"حماس".

(العربي الجديد، وكالات)