أطلقت وكالات «فرانس برس» و«إيه بي» و«رويترز» بالإضافة إلى هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، نداء مشتركا، الخميس، لإسرائيل طالبت فيه بـ«السماح للصحفيين بالدخول إلى قطاع غزة والخروج منه».
وقالت وسائل الإعلام في بيان مشترك «نشعر بقلق بالغ على صحفيينا في غزة الذين أصبحوا غير قادرين على إطعام أنفسهم وأسرهم».
وأضاف البيان المشترك «ندعو السلطات الإسرائيلية مجددا إلى السماح للصحفيين بالدخول إلى قطاع غزة والخروج منه».
والثلاثاء الماضي، دعا وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، إسرائيل إلى السماح للصحافة الأجنبية بدخول قطاع غزة المحاصر مع تزايد التحذيرات من مجاعة بعد 21 شهرا من الحرب.
وقال بارو، اليوم الثلاثاء، في مقابلة مع إذاعة «فرانس إنتر» من شرق أوكرانيا، «أطالب بالسماح للصحافة الحرة والمستقلة بالوصول إلى غزة لتوثيق ما يحدث فيها».
حياة الصحفيين
وجاءت تصريحاته بعدما حذرت وكالة فرانس برس من أن حياة الصحفيين الفلسطينيين المستقلين الذين تعمل معهم في غزة في خطر، وحضت إسرائيل على السماح لهم ولعائلاتهم بمغادرة القطاع المحتل.
وعندما سُئل بارو عما إذا كانت فرنسا ستساعد في إجلاء هؤلاء الصحفيين أجاب بأن فرنسا «تعالج هذه القضية».
وأضاف «نأمل بأن نتمكن من إجلاء بعض الصحفيين المتعاونين في الأسابيع المقبلة».
ودعا بارو إلى وقف فوري لإطلاق النار بعدما وسّعت إسرائيل الإثنين نطاق عملياتها العسكرية لتشمل مدينة دير البلح في وسط القطاع.
وقال «لم يعد هناك أي مبرر للعمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي في غزة».
وأضاف «هذا هجوم من شأنه أن يفاقم وضعا كارثيا قائما، ويتسبب بنزوح قسري جديد للسكان، وهو ما ندينه بأشد العبارات».
ناقوس خطر
والإثنين، دقت مجموعة من الصحفيين العاملين في وكالة فرانس برس، تُعرف باسم جمعية الصحفيين، ناقوس الخطر، وحضّت على التدخل الفوري لمساعدة الصحفيين العاملين مع الوكالة في غزة.
واستشهدت جمعية الصحفيين بمثال عن أحد هؤلاء الصحفيين المستقلين وهو شاب يبلغ 30 عاما ويعيش مع عائلته في مدينة غزة، والذي أفاد الأحد أن شقيقه الأكبر «سقط جوعا».
وردت وكالة فرانس برس في بيان على إكس وإنستغرام وقالت «منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول منعت إسرائيل جميع الصحفيين الدوليين من دخول قطاع غزة».
وتابعت «في هذا السياق، يُعدّ عمل صحفيينا الفلسطينيين المستقلين بالغ الأهمية لإعلام العالم»، مضيفة «لكن حياتهم في خطر، ولذا نحضّ السلطات الإسرائيلية على السماح بإجلائهم الفوري مع عائلاتهم».
وأجلت وكالة فرانس برس موظفيها الثمانية وعائلاتهم من غزة بين يناير/كانون الثاني وأبريل/نيسان 2024.
إقصاء الإعلام
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، بعثت مؤسسات إعلامية ألمانية بارزة رسالة مفتوحة إلى إسرائيل طلبت فيها السماح لمراسليها بدخول قطاع غزة لتغطية الأحداث من هناك.
وجاء في الرسالة «إن الإقصاء شبه الكامل للإعلام الدولي في أزمة بهذا الحجم العالمي الهائل هو أمر غير مسبوق في التاريخ الحديث».
وقال رئيس تحرير وكالة الأنباء الألمانية، سفين غوسمان «لا شيء أصدق من شهادة العيان لصحفيين مستقلين - خاصة بالنسبة لنا كوكالة أنباء. لذلك ندعم الدعوة لتوفير إمكانية القيام بهذا النوع من التغطية المستقلة».
واختتم الموقعون نداءهم بعبارات «نحن ندرك المخاطر التي نواجهها. نحن مستعدون لتحملها. اضمنوا لنا الوصول إلى قطاع غزة. دعونا نعمل - لمصلحة الجميع».
ووقع على هذه الرسالة رؤساء تحرير ومديرو مؤسسات إعلامية عامة وخاصة، من بينها شبكة DW الاعلامية ومجلة دير شبيغل وصحيفة وصحيفة بيلد ومنظمة مراسلون بلا حدود واتحاد الصحفيين الألمان ووكالة الأنباء الألمانية، وغيرهم.
«وصمة عار»
وفي مايو/أيار، دعت رابطة الصحافة الأجنبية إسرائيل إلى السماح للصحفيين بالدخول «بدون قيود» إلى غزة، حيث لم يتمكّن أي صحفي أجنبي من التوجه إلى القطاع بشكل مستقل منذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقالت الجمعية التي تتخذ من القدس مقرا، في بيان نُشر بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة «ندعو إسرائيل إلى... احترام المبادئ الأساسية لحرية الصحافة والسماح بدخول الصحفيين إلى غزة بدون قيود».
وأعربت الجمعية عن «صدمتها وحزنها من أنه، بعد 18 شهرا من حرب إسرائيل ضد حماس، ما زالت إسرائيل تفرض حظرا غير مسبوق يمنع الصحفيين الأجانب من دخول غزة».
وأضاف البيان «لم يسبق في تاريخ إسرائيل أن فرضت الحكومة قيودا بهذا الاتساع على وسائل الإعلام ولفترة طويلة كهذه»، معتبرا أن ذلك «وصمة عار على بلد يقدّم نفسه كنموذج للديمقراطية».
وأشادت الرابطة بـ«الزملاء الفلسطينيين الذين يواصلون تغطية الأحداث رغم المخاطر التي تهدد حياتهم»، لكنها لاحظت أن «القيود الإسرائيلية المفروضة تضر بالتغطية المستقلة بشكل بالغ وتمنع العالم من رؤية الصورة الكاملة لما يجري في غزة».
وباستثناء وحيد لصحفية من شبكة «سي إن إن» الأميركية، لم يتمكّن أي صحفي أجنبي من دخول القطاع.
حرية الصحافة
وكان مكتب مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية أصدر بيانا، في مايو/أيار، قال فيه إنه «لا يمكن الحديث عن وجود صحافة حرة في الأرض الفلسطينية المحتلة إذا كان الصحفيون يُقتلون ويتعرضون للتهديد بسبب عملهم».
واعتبر أن «استهداف الصحفيين يُعدّ انتهاكا لكل من القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان».
وأضاف المكتب «من المرجح أن يكون قتل الصحفيين في غزة وقمع التغطية الإعلامية في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة قد ساهم في خلق بيئة مواتية لاستمرار انتهاكات القانون الدولي، وهي انتهاكات عبّر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وجهات أخرى عن قلق عميق بشأنها مرارا».
وتفرض إسرائيل حظراً شبه كامل على دخول الصحافة الأجنبية إلى غزة في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مشيرة إلى «مخاوف أمنية شديدة» لأولئك الذين يدخلون، ما لم يكونوا في زيارات مصحوبة بمرافقة من قبل الجيش الإسرائيلي.